ولد عبد العزيز يعود للمشهد السياسي من بوابة مستشفى القلب
نواكشوط- أم الخير بنت حمدا
آخر تحديث: 02/06/2025 - 9:38 ص
2 دقائق
يشهد الملف الصحي للرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز تصاعدًا في الجدل، بعد أن أبدى رفضه المتكرر لتلقي العلاج داخل البلاد، مطالبًا بالسفر إلى الخارج لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
في المقابل، تؤكد النيابة العامة توفير كافة الإمكانيات الطبية له داخل موريتانيا، بما في ذلك استقدام خبراء أجانب إذا لزم الأمر
في حين فريق الدفاع عن ولد عبد العزيز عن قلقه البالغ إزاء تدهور حالة موكله الصحية، مشيرًا إلى معاناته من مشكلات في القلب والركبة، بالإضافة إلى آثار إصابة سابقة بطلق ناري.
وطالب الفريق بالسماح لموكله بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، معتبرًا أن رفض السلطات لهذا الطلب يمثل انتهاكًا لحقوقه الإنسانية .
من جانبها، أصدرت النيابة العامة بيانًا توضح فيه أن جميع الإجراءات الطبية اتخذت استجابة لطلب المعني، ووفق المساطر الطبية المعتمدة، مؤكدة أن الرئيس السابق يتمتع بكامل حقوقه، بما في ذلك اختيار الأطباء المشرفين على حالته الصحية .
حملة ممنهجة
مناصرو الرئيس السابق، من أمثال لعزيزه بنت البرناوي، وزملائها في حزب التغيير، يرون أن ملف العشرية الذي يحيل إلى الأذهان دون عناء، اسم ولد عبد العزيز، ماهو إلا حملة ممنهجة للتضييق على الرجل، وللحيلولة بينه وبين العودة للسلطة.
ويرى هؤلاء أن ولد عبد العزيز سيعود للحكم بمجرد ترشحه، “نظرا لاتساع قاعدته الجماهيرية”
على نفسها جنت براقش
على الضفة الأخرى ،يرى معارضو عزيز، من أمثال النائب منى بنت الدي، وغيرها أن ما حدث ويحدث لولد عبد العزيز ماهو إلا انتصار للعدالة، ورد اعتبار للوطن.
تجمع لأنصار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز
ووفق هؤلاء فإن ولد عبد العزيز استولى على خيرات البلد وأراضيه، و استعملها في مصالحه الشخصية ومصالح ذويه وأتباعه، ولسان مقال هولاء المعارضين«على نفسها جنت براقش»..
وفي ظل هذا التباين بين الطرفين، تتواصل ردود الفعل الشعبية، حيث أعرب العديد من المواطنين عن تضامنهم مع الرئيس السابق، مطالبين بضمان حقوقه الصحية والإنسانية، فيما يرى آخرون أن القانون يجب أن يُطبق على الجميع دون استثناء.
عملية ناجحة
وقد غادر الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، مساء الأحد، مستشفى القلب بنواكشوط، بعد خضوعه لعملية قسطرة “ناجحة”، أشرف عليها طاقم طبي مختص ، وذلك بناء على توصية طبية صدرت عقب فحوص دقيقة أجريت له خلال السبت .
وكانت حالة ولد عبد العزيز الصحية قد تطلبت نقلًا عاجلًا إلى المستشفى، ليخضع لمتابعة طبية دقيقة بدأت بمراجعة طبيب أسنان ثم أخصائي قلب، إثر معاناته من مشكلات صحية سابقة، بحسب بيان توضيحي للنيابة العامة.
وجاءت مغادرته المستشفى وسط تعزيزات أمنية، بينما احتشد عدد من ذويه ومؤيديه في محيط المستشفى، وسط استمرار الجدل حول وضعه الصحي وظروف احتجازه.
و في انتظار ما ستسفر عنه تطورات الأحداث، يبقى الملف الصحي للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز محط أنظار الرأي العام، بين من يراه ملفا معقدا أدارته أطماع سياسية، ومن يرى فيه ظلما لرجل حكم البلاد وبنى لها. وهو ما يشفع له مهما كانت مساوئه حسب تقديرهم.