الرأيثقافة وفن

أحياء نواكشوط والتسمية العبثية

محمد محمود الشيباني

تُعدّ تسمية الأماكن مرآة للثقافة والتراث الوطني، ودليلًا على حسن الذوق والهوية اللغوية الأصيلة.

والمجتمعات العربية طالما تغنّت بأسماء الأماكن في الشعر وأحيتها بجمال الألفاظ و الصفات حيث لم تكن يوما تسمية المدن والقرى والوديان إلا نتاجا لحس لغوي راق، يراعي المعنى والوقع والدلالة.

غير أن الواقع في العاصمة نواكشوط يكشف عن انفصامٍ واضح بين هذا الإرث اللفظي وتسمية بعض الأحياء الشعبية.

فحين نسمع، مثلا، بأسماء مثل “نتك” أو “جيمبو” أو “أبيت كسكس” أو “وقفت أف”.

لا نجد أي رابط لغوي جميل أو معنى واضح.

بل قد نجد في بعضها نبرة سخرية أو لهجة سوقية أو تعبيرًا عن حدث عابر تحول إلى اسم دائم. فكلمة “أبيت الماء”، إذا سمعها من لا يعرف المكان، قد يتبادر إلى ذهنه أن المعنى هو المرحاض.

إن هذه التسميات قد ترجع في أصلها إلى أمرين هما الجهل واللامبالاة .

كما وتعكس أزمة ذوق ولغـة، وتستحق مراجعة حقيقية من الجهات المعنية كالبلدية والجهة، إذ أن اسم الحي ليس مجرّد تعريفٍ جغرافي فقط، بل هو عنوانٌ لهويةٍ ينبغي أن تُصان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى