تقارير

نواكشوط .. رغم الغلاء إقبال على أسواق الملابس قبيل العيد

الداه أحمد

 

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد أسواق العاصمة نواكشوط حركة نشطة، حيث يتوافد المواطنون لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأحذية وزينة.

ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، يحرص الكثيرون على الحفاظ على تقاليد العيد، بتوازن بين الرغبة في الاحتفال والقدرة الشرائية المحدودة.

في سوق بريميير، أحد أبرز أسواق نواكشوط، تتسارع الخطوات نحو المحلات التجارية لاقتناء مستلزمات عيد الأضحى المبارك، وجوه مستبشرة بحذر، وأخرى متعبة أنهكها الغلاء، و رغم ضيق ذات اليد، تبقى للعيد مكانة خاصة في قلوب سكان العاصمة.

آراء متباينة

وخلال جولة في الأسواق، تحدثنا مع عدد من المواطنين حول استعداداتهم للعيد الشاب محمد ولد أحمد أوضح أن “الأسعار هذا العام مقبولة، وهناك مجال للتفاوض والمساومات مع الباعة”

أما السيدة فاطمة بنت عبد الله فقد أكدت “أن الغلاء هو السمة للسوق هذا العام، لكنها في الوقت ذاته مرغمة على الشراء من أجل أطفالي، وأضافت لموقع تحديث ” تمكنت بعد عدة ساعات في السوق ومفاوضات مع عدة تجار من شراء ملابس لأطفالي بأسعار مناسبة”.

 

ويرتبط عيد الأضحى لدى الرجال بارتداء الدراعة وخصوصا دراعة “أزبي” من الملابس المفضلة لدى الرجال، لكن أسعارها المرتفعة دفعت كثيرًا منهم إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة.

فمحمد الموظف الذي تعود عند كل عيد ارتداء ملابس فخمة وغالية غير موقفه هذه السنة يقول لتحديث: “كنت أرتدي دراعة أزبي كل عيد، لكن هذا العام اشتريت دراعة خفيفة جيدة بسعر أقل لقد أعطيت الأولوية لأمور أهم”.

وصرح الطالب الجامعي عبد الرحمان “اخترت دراعة مستعملة بحالة جيدة المهم عندي الآن أن أشارك في الأجواء العامة دون أن أرهق ميزانيتي”.

أسواق- العيد - سوق الملابس

و بدورها شهدت ملابس النساء ارتفاعًا ملحوظًا كثيرات فضّلن الخياطة البسيطة أو الملابس الجاهزة.
تقول فاطمة بنت محمد، ربة منزل:
“أسعار الخياطة مرتفعة جدًا اشتريت ملحفة واحدة لي، أما البنات فاخترت لهن ملابس حسب أذواقهم”
وأضافت الفرحة لا تحتاج إلى التكلّف ما دام اللباس نظيفا ومحتشما، فهذا كافٍ بالنسبة لي.

شكاوى

ورغم الإقبال الواسع على محال الملابس الرجالية والأطفال و الخياطة الرجالية وغيرها
اشتكى عدد من المتسوقين من ارتفاع الأسعار ونقص السيولة المالية.

ويصل سعر دراعة 10 أمتار مع سروالها من خنط أزبي بخياطة اليد إلى 120 الف بينما لا يتعدى سعرها 75 الف في الخياطة العادية.

وتختلف رغبات الزبائن التي تتنوع ما بين شراء الثياب الجاهزة التي تختصر الكثير من الوقت بسبب اقتراب العيد والزحام الشديد الذي تشهده محال الخياطة كما هو حال الغالبية.

مبررات التجار

و يحمل بعض المواطنين التجار المسئولية في ارتفاع الأسعار لكن وجهة نظر أصحاب المحلات تختلف.
وحسب التاجر الشيخ ولد محمد، صاحب محل في السوق فإن تكاليف الديوانة والنقل والضرائب هي السبب الأسباب الرئيسية وراء الغلاء.

وأضاف ولد مجمد الإقبال هذا العام جيد ونلاحظ زيادة كبيرة في الطلب على الملابس الرجالية، خاصة الدراعة.

ويتفق معه زميله المختار ولد سيدي:
“الطلب كبير لكن الناس لا تريد أن تدفع، نحاول التوفيق بين الربح ومراعاة حال الزبائن”

ورغم ارتفاع الأسعار، ما زال العيد يحتفظ بمكانته. بين دراعة بسيطة وحذاء جديد لطفل، تبقى الفرحة ممكنة.
من نواكشوط، حيث يتشابك التقاليد مع الواقع، يثبت الناس أنهم قادرون على التكيف، وأن العيد لا يُقاس بما يُشترى، بل بما يُشعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى