تقارير

نقاش حول منع العمال من المساجد بسبب رائحتهم والذكاء الاصطناعي يتدخل

على منصة إكس، تناولت حسابات مقطع فيديو لشخص يطالب فيه بمنع العمال من الصلاة في المساجد، قائلا إنه لم يعد يطيق أداء صلاة الظهر في الجماعة بسبب رائحة العرق.

وحسب المعلقين، فإن صاحب الفيديو من المملكة العربية السعودية.

الشخص الذي بدا غاضبا جدا أرفق كلمته بصورة لعمال يؤدون الصلاة في المسجد، وقال ” لا أردي ما ذا أفعل؟ رائحة كريهة”، وطالب بتوفير مصليات خاصة بهؤلاء العمال في أماكن عملهم.

بدا هذا المطلب مستفزا وقبيحا بالنسبة لكثيرين، ولكنه كان منطقيا ووجيها لآخرين، ليندلع نقاش ساخن، بين مؤثرين ونشطاء ودعاة، وشهد تدخلا قويا من الذكاء الاصطناعي.

دعوة للشر

يقول علي الزهراني “ادخل بكمامة وصل صلاتك… هذا العامل كان يعمل في الشارع بالقرب من المسجد أو الحي. دخل وقت الصلاة فذهب للمسجد من أجل يصلي. إذا أنت متأثر من أي شخص في المسجد بسبب سلوكه أو أفعاله، اذهب صل في مسجد ثان واكف الناس شرك”.

محمد البلوي هو أيضا استقبح هذا الطرح ، وقال أقسم بالله أن “رائحة عَرَقِ عاملٍ متواضع يبتهل لله في صلاته أحبُّ إلي من رائحة مسكِ ثريّ مستكبر. أصلحَ اللهُ المتحدثَ وسامَحَه. اللهم أمتنا مساكين، وابعثنا مساكين”.

وفي تعليقه قال أبو راشد القحطاني إنه ركز في المقطع، فإذا أغلب المصلين هم من العمالة، وتساءل: لماذا نطردهم ؟ يا أخي الصف الأول والثاني بنسبة 90٪ من العمالة اللتي تتكلم عنهما. أرجو ان نتعلم منهم الانظباط في الصلوات واحترام المواعيد الربانية”.

أما حسن بن عوفي فكتب “المسجد للمسلمين يصلون فيه وما تدري يمكن أنهم عند الله أفضل منا. عليك بالنصيحة بشكل لبق”.

وعلق آخر: كيف تجرأت.. ولو فعلياً كانت ريحته سيئة فهذا من ظروف حياتهم القاسية، ومع ذلك وهم يشقون ويتعبون، لم يتركوا الصلاة. ما شاء الله عليهم”.

الاحتكام للوحي

في الجانب الآخر، طالب يحيى آل شيبان بعرض الخلاف على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهنا ذكر آل شيبان بقوله تعالى “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ”، وبالأحاديث التي تنهى آكل الثوم والبصل عن الاقتراب من المسجد حتى لا تؤذي رائحته الملائكة.

كذلك، قال عبد الله الشهري إنه يقطع الصلاة أحياناً من شدة الرائحة خاصة في المغرب والعشاء والفجر.

واعتبرت لالة أن المعلقين لا يفهمون الدين ويجهلون أن الإنسان يجوز له قطع الصلاة إذا كان يشم رائحة مؤذية.

ووفق تقديرها، فإنه لا يوجد أحد يعجز عن توفير صابون ومزيل للعرق لتوفرهما بمبالغ زهيدة.

وقال ناشط يدعى محمد إنه يدعم تخصيص مصليات خاصة للعمال في أماكن عملهم، مضيفا أن روائحهم مؤذية وأنهم يأتون للمسجد من أجل الاسترخاء فقط تحت التكييف والحصول على الماء البارد.

مقطع للشيخ عبد الله المطلق

هذا الجدل أعاد الناس لتداول مقطع مصور للشيخ عبد الله المطلق يستنكر فيه هذا الطرح، ويذكر بأوضاع الجزيرة العربية والخليج قبل اكتشاف النفط.

يقول المطلق “دعهم يتذكرون الفقر الذي كنا فيه، كان القمل يدب في أجسادنا، لم يكن عندنا الصابون للاستحمام ولم نكن نعرف الشامبو، كنا وراء الغنم.. أنا وأبوك وجدك”.

ووفق الشيخ، فإن رؤية هؤلاء العمال ينبغي أن تكون حافزا لتذكر النعم وتبدل الحال من سوء إلى حسن “وينبغي أن نرحمهم وننصحهم.. ولا نطردهم من المسجد لعلنا لا نرحم إلا بهم”.

وأضاف “هذا العمل الذي إذا رأيناه احتقرناه، ربما يكون أفضل منا عند الله “فرب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره”.
وشدد الشيخ على أنه لا يجوز استحداث مساجد لكبار الشخصيات وأخرى للفقراء، مذكرا الجمهور بوضعية الحرم المكي حيث يطوف الناس أمام الكعبة على قدم المساواة لا فرق بين  شريفهم وضعيهفم وفقيرهم وغنيهم.

موقف الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي أيضا تدخل في النقاش الساخن عندما استدعي من طرف نشطاء للتعليق.

وقد كتب تطبيق Grok “رأيي في هذا الموضوع أن الإسلام يؤكد على النظافة، لكن منع العمال من المساجد بسبب الرائحة غير مبرر شرعًا وقد يكون تمييزًا.”

ليضيف “المساجد مفتوحة للجميع، والأحاديث تشير إلى تجنب الروائح المزعجة بشكل فردي، وليس استبعاد فئة بأكملها. الحل يكمن في توعية المصلين بأهمية النظافة وتوفير مرافق للغسيل في المساجد، لا في المنع. هذا يحقق التوازن بين النظافة والشمولية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى