تقارير

تعرف على غرينلاد التي يريد ترامب انتزاعها من أوروبا

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية للسيطرة على غرينلاد، مما يحيي الآمال الأميركية القديمة بالسيطرة على هذه الجزيرة
فما هي غرينلاد، وما قيمتها الاقتصادية والسياسية؟

جزيرة غرينلاند إقليم ذاتي الحكم تابع للدنمارك، وهي أكبر جزيرة في العالم، ولكنها الأقل سكانا. تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي الشمالي.

وغرينلاند جزء من قارة أميركا الشمالية، لكنها من الناحية الجيوسياسية جزء من أوروبا بسبب تبعيتها للدنمارك، وتنتشر فيها مساحات شاسعة من التندرة والأنهار الجليدية.

تقع غرينلاند، شمال شرق كندا بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، وتعد كندا أقرب الدول إليها، إذ تبعد عنها 26 كيلومترا فقط.

وتبلغ مساحتها مليونين و166 ألفا و86 كيلومترا مربعا، ويبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 2670 كيلومترا، ومن الشرق إلى الغرب 1050 كيلومترا.

الخصائص

تحتوي غرينلاند على حوالي 2.85 مليون كيلومتر مكعب من الجليد، وهو ما يعادل نحو 7% من إجمالي المياه العذبة في العالم.

وتشهد سواحل غرينلاند مناظر طبيعية خلابة، إذ تلتقي الكتل الجليدية بالبحر مباشرة. وفي بعض المناطق، تنفصل كتل جليدية ضخمة عن الأنهار الجليدية وتتحرك نحو البحر وتشكل جبالا جليدية عائمة، ما يوفر منظرا فريدا رغم الطبيعة القاسية للجزيرة.

ويغطي غرينلاند غطاء نباتي من التندرة يشمل نباتات مثل السعد وعشب القطن، إضافة إلى الأشنات التي تنتشر بكثرة. أما المناطق الخالية من الجليد فتكاد تخلو من الأشجار، باستثناء بعض الشجيرات الصغيرة في الوديان المحمية جنوبا، مثل البتولا والصفصاف والألدر.

وتعيش في الجزيرة أنواع عديدة من الثدييات البرية، مثل الدببة القطبية وثيران المسك والرنة وثعالب القطب الشمالي. كما تنتشر في مياهها المحيطة الفقمات والحيتان، إضافة إلى أسماك القد والسلمون والبلطيات والهلبوت وشار القطب.

المناخ

يتميز مناخ غرينلاند بالبرودة الشديدة والتغيرات السريعة في الطقس، إذ تتأثر بتيار الخليج الدافئ قليلا في الجنوب الغربي، وتتراوح درجات الحرارة شتاء بين 7 درجات مئوية تحت الصفر في الجنوب و34 درجة مئوية تحت الصفر في الشمال، بينما تتراوح صيفا بين 7 و4 درجات مئوية.
وتشهد غرينلاند ظاهرة شمس منتصف الليل مدة شهرين في الصيف، إذ تظل الشمس ظاهرة طوال اليوم. ويتراوح معدل هطول الأمطار سنويا بين 1900 مليمترا في الجنوب و50 مليمترا في الشمال. وتصنف مساحات واسعة من الجزيرة صحاري قطبية بسبب قلة الأمطار فيها.

السكان

بلغ عدد سكان غرينلاند نحو 56 ألف نسمة عام 2024 وفق الموسوعة البريطانية، ويعيش معظمهم في 20% فقط من مساحة الجزيرة في الجزء الذي لا تغطيه الثلوج والجليد، ويتمركزون في المدن الساحلية الجنوبية والغربية، خاصة في العاصمة نوك، التي تضم ربع السكان، أما المناطق الداخلية فهي غير مأهولة.

وشكل الدنماركيون أكثر من عُشر السكان عام 2015، ومعظمهم ولدوا في الدنمارك، إضافة إلى وجود فلبينيين (حسب مكان الولادة) بنسبة 1.6% وشعوب نوردية بنسبة 0.9%، وشعوب أخرى بنسبة 2.3%، حسب تقديرات “سي آي إيه” عام 2024.

ويدين معظم السكان باللوثرية الإنجيلية التي يتبعها نحو الثلثين منهم، ويتبع الثلث الآخر المسيحية باختلاف طوائفها، وهناك أقليات تدين ببعض المعتقدات المحلية كالشامانية.

وكانت الدنماركية اللغة الرسمية في غرينلاند حتى 21 يونيو/حزيران 2009، حين صارت الغرينلاندية (تنتمي للغات الإسكيمو-أليوتية) اللغة الرسمية للبلاد مع استخدام الدنماركية لغة ثانية.

الاقتصاد

يعتمد السكان الأصليون في الجزيرة بشكل أساسي على صيد الفقمة مصدرا للدخل، ويأتي بعدها صيد الحيتان والأسماك. وتشكل السياحة مصدر دخل رئيسي للدولة، إضافة إلى التعدين.
ومن المصادر الطبيعية في الجزيرة: الفحم وخام الحديد والرصاص والزنك والموليبدينوم والألماس والذهب والبلاتين والنيوبيوم والتنتاليت واليورانيوم والأسماك والفقمة والحيتان والطاقة الكهرومائية.

وتحظر غرينلاند استخراج النفط والغاز الطبيعي لأسباب بيئية، كما واجه تطوير قطاع التعدين فيها عراقيل بسبب البيروقراطية ومعارضة السكان الأصليين.

الأطماع الأميركية

 

وفي عام 1946 اقترح الرئيس الأميركي هاري ترومان شراء الجزيرة مقابل 100 مليون دولار، لكن كوبنهاغن رفضت البيع، وفي المقابل أعطت موافقة إنشاء قاعدة ثول الجوية، وقد تم ذلك في سرية أثناء الحرب الباردة، ولم يتم الكشف عنه إلا في عام 1991 في تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

وحاول رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب شراء الجزيرة مرة أخرى في أغسطس/آب 2019 لكن حكومة الدنمارك وغرينلاند رفضتا.

وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعرب ترامب عن أن ملكية الولايات المتحدة لغرينلاند وسيطرتها أمر ضروري للأمن القومي والحرية العالمية.
وقال ترامب إنه يريد أن يجعل غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة، وإنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإجبار الدانمارك على منحها لواشنطن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى