انتقد كسلهم وطالبهم بالعمل.. كيف رد الشباب على الرئيس غزواني؟
آخر تحديث: 12/11/2025 - 6:13 م
2 دقائق
أثار خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي انتقد فيه عدم انتشار البطالة بين الشباب، في حين يستحوذ الأجانب على فرص العمل في قطاعات حيوية كالبناء والزراعة والصيد، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين الشباب الموريتانيين على فيسبوك.
وتباينت التعليقات بين من اعتبر الخطاب واقعياً ويعبّر عن مشكلة حقيقية، ومن رأى فيه محاولة للتنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين.
انتقادات حادة للرئيس
عدد من المعلقين حمّلوا الرئيس نفسه والحكومة مسؤولية البطالة، معتبرين أن الفساد والمحسوبية هما السبب الحقيقي وراء عزوف الشباب عن العمل.
كتب محمد الحافظ الشيخ محم: “الفساد هو أصل كل بلاء، وبدون استئصاله لن تكون هناك تنمية.”
بينما قال محمذن لكويري: “أنت السبب، أنت تتقاضى أعلى راتب شهري في العالم مجاناً.”
وذهبت فيفي بيزنيس إلى القول إن “الرئيس يعيش في عالم غير الواقع، همه فقط الكرسي.”
دعوات لإصلاح سوق العمل
في المقابل، رأى آخرون أن معالجة الخلل تتطلب ضبط سوق العمل ومحاسبة رجال الأعمال الذين يفضلون العمالة الأجنبية لرخصها.
كتب إفكو سالم أن “العمالة الأجنبية مفضلة لدى أرباب العمل لأنهم لا يدفعون لهم أجوراً عادلة ولا تأميناً، وعلى الدولة أن تواجه هذه الممارسات.”
وأكد عثمان كريم أن “السبب هو هضم حقوق اليد العاملة، فالعامل يتقاضى 25 ألف أوقية فقط.”
بين تحميل المسؤولية والدعوة للتغيير
بعض المعلقين رأى أن التصريحات الرئاسية صحيحة في المبدأ لكنها تحتاج إلى ترجمة فعلية على الأرض.
قال المصطفى حيب الله إن “تطبيق الإجراءات مع مواصلة الحملة على المهاجرين غير الشرعيين سيكون له أثر إيجابي.”
في حين كتب الشيخ السيديا إسماعيل إبراهيم أن “السوق تعاني من بطالة مقنعة وغياب التنافسية، ما يستدعي إصلاحاً هيكلياً.”
مطالب بتشجيع الزراعة والحرف
عدد من الشباب أشاروا إلى أن القطاعات التي تحدث عنها الرئيس تحتاج إلى دعم جاد قبل أن يُطلب من الشباب دخولها.
علّقت أم الخير محمد عبدالله: “الزراعة تحتاج إلى دعم وآليات، لا إلى خطابات.”
في حين رأى محمد الحسن أن “البلد غني بالثروات، والمشكلة في سوء التسيير لا في الأجانب.”
أصوات غاضبة وساخرة
لم تخلُ الردود من نبرة السخرية والغضب؛ كتب مولاي علي الدي: “هذا كلام معاوية!”، في إشارة إلى تكرار الخطاب السياسي القديم.
أما سيد أحمد ولد بلعمش فقال ساخراً: “على ما يبدو كنت نائماً سيدي الرئيس.. الأحسن أن تعود إلى نومك.”
خلاصة التفاعل
تكشف ردود الفعل أن الشارع الموريتاني، خصوصاً الشباب، منقسم بين من يرى في خطاب الرئيس خطوة صحيحة لكنها متأخرة، ومن يعتبرها تبريراً لعجز الدولة عن خلق فرص عمل حقيقية.
وفي حين طالب البعض بإصلاحات اقتصادية وهيكلية شاملة ومحاسبة المفسدين، رأى آخرون أن أي حل دون تحسين الرواتب ومراقبة رجال الأعمال سيبقى مجرد وعود لا تغير من واقع البطالة المتفاقمة.