إيرلندا: فوز كاثرين كونولي، انتصار للقضية الفلسطينية في قلب أوروبا
آخر تحديث: 26/10/2025 - 1:23 م
دقيقة واحدة
في تطور سياسي لافت، شهدت أيرلندا انتخاب كاثرين كونولي، المرشحة المستقلة ذات التوجه اليساري، رئيسة جديدة للجمهورية بعد فوز حاسم في الانتخابات الرئاسية. وأعلنت النتائج الأولية التي أظهرت تقدمها الكبير لتدفع منافستها «هيدر هامفريز»، مرشحة حزب فيانا فايل اليميني، إلى الاعتراف بالهزيمة وتهنئة كونولي، مؤكدة أنها ستكون «رئيسة للجمهورية بأكملها».
وتعتبر كونولي، البالغة من العمر 68 عاماً وتشغل منذ عام 2016 مقعداً مستقلاً في البرلمان الأيرلندي، من أبرز الشخصيات السياسية التي تمثل تيار اليسار المعارض لسياسات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. فقد عُرفت بانتقاداتها اللاذعة لمخططات بروكسل في زيادة الإنفاق العسكري، وبرزت بشكل خاص في مواقفها الجريئة المناصرة لفلسطين ورفضها المتكرر لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة. هذا الموقف المبدئي أكسبها احتراماً واسعاً داخل وخارج أيرلندا، ورسخ صورتها كصوت إنساني حرّ يرفض ازدواجية المعايير الغربية تجاه العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقد حظيت كونولي بدعم أحزاب يسارية بارزة مثل “شين فين” و”العمال” و”الديمقراطي الاجتماعي”، ما جعلها المرشحة الأبرز لتيار التغيير الاجتماعي، في وقت تتصاعد فيه موجات الغضب الشعبي من أزمة السكن وتراجع العدالة الاجتماعية. وقد اعتُبر فوزها تعبيراً عن رغبة فئات واسعة من الأيرلنديين في استعادة القيم الإنسانية التي طالما ميّزت بلادهم عن بقية دول الاتحاد الأوروبي في مواقفها من قضايا التحرر العالمي.
وتتبنى كونولي مواقف داعمة لإعادة توحيد أيرلندا الشمالية مع الجمهورية، معتبرة ذلك استكمالاً لمسار التحرر الوطني الذي يجب أن يقترن — كما تقول — بدعم قضايا الشعوب المقهورة، وفي مقدمتها فلسطين.
ورغم أن منصب الرئيس الأيرلندي تشريفي في معظمه، يتمثل في تمثيل البلاد دولياً واستقبال القادة خلال الزيارات الرسمية، إلا أن انتخاب كونولي يُتوقع أن يترك أثراً رمزياً قوياً في السياسة الخارجية الأيرلندية، وقد يفتح الباب أمام احتكاك غير مباشر بين الرئاسة ذات التوجه الإنساني واليساري، والحكومة التنفيذية التي تتبنى نهجاً أكثر براغماتية في علاقاتها الأوروبية.
وبحسب صحيفة آيريش تايمز، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات لم تتجاوز 40% في كثير من المراكز، فيما أبطلت نسبة ملحوظة من الناخبين أصواتهم احتجاجاً على طبيعة المنافسة الثنائية. ومع ذلك، فإن فوز كونولي حمل دلالة سياسية أبعد من مجرد انتخابات رئاسية، إذ عُدّ رسالة من المجتمع الأيرلندي إلى العالم بأن الضمير الأوروبي لم يمت بعد، وأن دعم فلسطين يمكن أن يتحول من شعار أخلاقي إلى موقف سياسي علني يصدر من أعلى منصب في البلاد.