ثناء وملاحظات.. ماذا قال العارضون عن معرض نواكشوط الدولي للكتاب؟
الخضر عبد العزيز
آخر تحديث: 25/10/2025 - 8:54 م
3 دقائق
لم يتفاجأ المصري محمد صالح الذي شارك في عشرات المعارض الدولية للكتاب في كل من مصر وقطر والإمارات…من حجم الإقبال وضعف الشراء الملاحظ في معرض نواكشوط الدولي للكتاب المقام هذا الأسبوع تحت شعار “رفوف الصحراء”.
واعتبر محمد صالح في حديث لموقع تحديث أن مستوى الإقبال على المعرض بالمقارنة مع عدد سكان العاصمة نواكشوط كان مقبولا، مضيفا أن معارض الكتب في دول كبيرة مثل مصر تسجل زيارات بمعدل مليون زائر لليوم وهو ما يقارب عدد سكان نواكشوط.
وتعد مصر من أكثر الدول العربية المشاركة في المعرض حيث شاركت بنحو 26 دار نشر وتليها الأردن التي شاركت ب 14 درا للنشر والتوزيع.
ورغم الإقبال الكبير الذي شهده المعرض في أيامه الأولى من سكان العاصمة نواكشوط إلا أن كثيرا من العارضين والمشاركين يشكون من قلة البيع، فيما يشتكي الزوار في المقابل من غلاء الكتب النادرة والمطبوعات الحديثة.
عناوين متنوعة
وتشارك في المعرض الذي انطلق الاثنين الماضي 20 أكتوبر ويستمر حتى 26 من الشهر الجاري أكثر من 80 دار نشر وطنية ودولية.
وتشارك هذه الدور بعشرات الآلاف من العناوين المختلفة في شتى المعارف والمجلات العلمية والأدبية والفكرية.
وحسب محمد صالح المشرف على جناح دار الراية المصرية فإن جناحه “يحتوي على أكثر من خمسمائة عنوان منوعة بين الكتب الإسلامية والاجتماعية والثقافية وكتب تطوير الذات والتنمية البشرية، وكتب أخرى مخصصة للأطفال.
ومن بين الكتب الأكثر مبيعا في هذا الجناح حسب محمد هي كتاب ” علمتني سورة البقرة” و “رسائل من القرآن”، وكتب تطوير الذات لإبراهيم الفقي وكتب الشيخ الشعراوي.
أما صلاح التلاوي من دار الأيام للنشر والتوزيع في الأردن، فقد أكد أن من الكتب الأكثر مبيعا لديه كتاب “محاضرات في اللسانيات” وكتب في الإدارة وكتب في القانون والذكاء الاصطناعي تم شراؤها من قبل الباحثين والمثقفين.
غلاء في الأسعار
الطالب في سلك الدكتوراه بجامعة نواكشوط سيدي محمد فال أوضح لموقع تحديث “أن هناك ملاحظة أجمع عليها الجميع وهي غلاء الأسعار ولا ندري سبب ذلك أساسا، مثلا ترى كتابا عليه أربعين دينارا تونسيا وهو يباع لك ب 6ألاف أو 7ألاف.
وخلال زيارته للمعرض أكد سيدي محمد ” أن المعروضات كانت كثيرة لكن بدون تنوع خصوصا فيما يتعلق بتخصص اللسانيات فلم تكن كتبه متوفرة جدا ورأيت زملائي في النحو لاحظوا ذلك أيضا في مجالهم فقد جاءهم دون المتوقع”.
وثمن الطالب الباحث هذه التجربة التي كانت هي الأولى من نوعها في موريتانيا أو على الأقل منذ عقود ” زين عندنا فلأول مرة نزور معرضا دوليا في الوطن”
أما الطالبة الجامعية عائشة عبد الرحمن التي زارت المعرض مع أختيها فقد ثمنت المعرض وصرحت لتحديث “اشتريت ثلاثة كتب أدبية وأختي اشترت أربعة كتب دعوية وأسعارها لم تكن غالية جدا أغلاها 4 آلاف وأرخصها 2500 قديمة.
نجاحات وإخفاقات
وإلى جانب ضعف القوة الشرائية لدى القارئ الموريتاني الذي كشف عنه هذا المعرض فقد أسفرت هذه التجربة الأولى أيضا عن عدة أخطاء تنظيمية نبه عليها عدد من المشاركين في المعرض من دول عربية عدة.
وفي حديث لموقع تحديث أشاد صالح التلاوي من الأردن بالمعرض بشكل عام وشكر الشعب افي “هذا البلد الطيب البسيط المسلم الهادئ” كما شكر وزارة الثقافة على قيامها بهذا المعرض “على الرغم من ضعف الإمكانات فقد قاموا بتوفير كل الشيء لتنظيم هذا المعرض بهذا الشكل الرائع والجيد”
لكن التلاوي الذي شارك عدة معارض وزار عشرات الدول أشار إلى أن هناك” اختلالات منها قصر المدة المخصصة للمعرض وكون المعرض في خيمة، كما أن الطاولات وخزائن الكتب قليلة جدا فكثير من كتبنا لم نستطع عرضها وبقيت مبعثرة بسبب قلة الخزائن، فلكل جناح خزانة واحدة فقط.
مطالب
وطالب صالح التلاوي من دار الأيام للنشر والتوزيع الأردنية بتغطية هذا العجز الملاحظ بمبادرات من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والحكومة الموريتانية لشراء الكتب من العارضين.
وقال التلاوي لموقع تحديث “نأمل أن تكون هناك إمكانيات أقوى لدعم المعرض والشراء من الناشرين من قبل الوزارة والمؤسسات الحكومية، واقتناء ما هو موجود في هذا المعرض من الكتب لتزويد المكتبات العامة والجامعية والباحثين والقراء في موريتانيا.
ومن جانبه أشاد محمد صالح ممثل “دار الراية توب للنشر والتوزيع المصرية” المشاركة في معرض نواكشوط الدولي للكتاب بالتجربة الأولى للمعرض في موريتانيا معتبرا أنها كانت مميزة، متمنيا أن يزور الشعب الموريتاني المعرض فيما تبقى من أيامه ويقتنوا الكتب، ويُحيوا من جديد عصر مطالعة الكتب الورقية التي أصبحت تتلاشى شيئا فشيئا.