الرئيسية

نكبة البطالة.. شباب يتكدسون في أزقة “نقطة ساخنة” بحثا عن أزراق هامشية

نواكشوط - أخيارهم ولد زيني

لا يتجاوز الربح اليومي لمحمد الحافظ 500 أوقية قديمة، لكنه لا يكف عن التجول في ممرات نقطة ساخنة بحثا عن زبون يشتري منه هاتفا مستعملا.

 

تقع سوق نقطة ساخنة وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط، وتحتوى على محلات عديدة تبيع الهواتف وإكسسواراتها.

ولكن ممرات السوق وواجهات المحلات تزدحم بالشباب الذين يبحثون عن مبالغ زهيدة تمكنهم من البقاء على هامش الحياة، وسط استفحال البطالة في مختلف أرجاء ولايات الوطن.

“يقول محمد الحافظ إنه بدأ البحث عن الزرق في هذه السوق قبل سبع سنوات، حين قرر هو وزملاؤه دخول عالم بيع الهواتف المستعملة.

ويروي أن صافي أرباحه اليومية من هذا النشاط لا يتجاوز دولارًا واحدًا، لكنه سعيد جدًا رغم ما يعانيه.

نقطة ساحنة- هواتف - شباب- بطالة

يضيف محمد الحافظ أن أكثر ما يعكر صفوه هو المضايقات المستمرة التي تمارسها ضده السلطات هنا، فهي “مضايقات تتمثل في ترحيل مزمن، بل تتجاوز أحيانًا إلى السجن لساعات قليلة”.

من العوائق التي تواجه الرجل ما سماها النظرة السيئة لمجتمعه تجاه عمله، “فبعضهم يقول له إن نقطةساخنة مكان للسرقة وليست للعمل الشريف”، لكنه يتجاوز كل هذا ويحاول أن يكون مصدر دخله خاليًا من تلك الشبهات.

ومحمد الحافظ  ليس استثناء في هذه السوق، حيث تزدحم ممراتها وأزقتها بشباب في العشرينيات يبحثون بشكل متواصل عن فرصة للحصول على مبالغ زهيدة جدا.

نقطة ساحنة- هواتف - شباب- بطالة

الشباب والبطالة.. أرقام قياسية

تقول الإحصاءات أن نحو 80% من سكان موريتانيا هم من فئة الشباب، وليس هذا فحسب بل إن الفئة العمرية تحت العشرين وحدها تشكل نسبة 53% من السكان.

وتقتضي هذه الأرقام أن تكون فئة الشباب محور برامج التنمية في البلاد.

لكن الشباب التائهين في نقطة ساخنة يتحدثون عن واقع مغاير، فبعضهم أجبرته الظروف على ترك الدراسة، وبعضهم حصل على مؤهلات تعليمية لم تسعفه في إيجاد بديل للكدح في هذا المكان.

ووفق إحصاءات حديثة، فإن نسبة البطالة في موريتانيا تجاوزت 35%.

نقطة ساحنة- هواتف - شباب- بطالة

مصير لم يحدده صاحبه

وغير بعيد عن محمد الحافظ، وجدنا الشاب الشيخ الذي يروي أنه قدم لهذا المكان مجبرا لا مخيرا .

يقول الشيخ إنه شارك في عدة مسابقات وطنية ولم يحالفه الحظ، فدخل عالم نقطة ساخنة وبدأ في شراء الهواتف المستعملة وبيعها.

ويضيف “أجبرتني الظروف على ترك الدراسة، لكنني لست نادمًا، وأطمح لافتتاح محل خاص بي، أقي نفسي شر هذه الشمس الحارقة”.

الشيخ يواجه هو وزملاؤه مشاكل أخرى، منها ما سماها المتابعة المتأخرة للشرطة للهواتف التي يشتريها من رواد هذه السوق.

لكنه أصبح حذرا إذا يسجل أرقام من يتعامل معهم، وفور وقوع مشاكل يتصل بهم ليضعهم أمام مسؤولياتهم.

نقطة ساحنة- هواتف - شباب- بطالة

توفير المحلات.. مطلب أساسي

أما سيدي موسى، ففضل بيع البطاريات المستعملة على بيع الهواتف، لأن مشاكلها كثيرة، حسب قوله.

بضاعة موسى متنوعة، ففيها بطاريات عدة هواتف منها “نوكيا” و”سامسونج” و”إيتل” وهواتف أخرى.

في حديثه معنا أكد أن صافي ربحه اليومي من هذه البطاريات يتجاوز أربعة آلاف أوقية قديمة، وهو مبلغ يعتبره محمد زهيدًا، لكنه في نفس الوقت يبقى مجبرًا على العمل هنا كونه لم يجد عملًا آخر.

موسى الذي دخل هذه السوق قبل أكثر من 15 سنة لم يواجه خلال عمله أي مشكلة، وهو أمر يفتخر به ويعتز به.

يطالب موسى الجهات المعنية بضرورة النظر في وضعيته هو والباعة المتجولين في هذا السوق، وتوفير محلات لهم بدل بقائهم في الطرقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى