تقارير

نقاش ساخن بعد ظهور العلم الموريتاني صغيرا بجانب وزيرة العمل الاجتماعي في الجزائر

 

أثارت صورة ظهرت فيها وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة صفية بنت انتهاه إلى جانب نظيرتها الجزائرية صورية مولوجي، خلال زيارة الوزيرة الموريتانية للجزائر، موجة جدل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في موريتانيا، بعدما لاحظ ناشطون أن علم موريتانيا بدا مصغراً في الصورة الرسمية، في حين ظهرت رايتان جزائريتان، إحداهما صغيرة على الطاولة والأخرى كبيرة خلف الوزيرة الجزائرية.

الصورة التي التُقطت بمكتب الوزيرة الجزائرية وجرى تداولها على نطاق واسع، تحولت خلال ساعات إلى محور نقاش محتدم بين منتقدين اعتبروا المشهد “إهانة دبلوماسية”، ومدافعين رأوا أنه “أمر بروتوكولي طبيعي” لا يستدعي كل هذا الجدل.

عدد من النشطاء والإعلاميين عبّروا عن استيائهم مما وصفوه بـ “الخطأ البروتوكولي الفادح”، متسائلين عن سبب قبول الوزيرة الموريتانية الجلوس أمام علم مصغر لبلادها. الصحفي عبد الله ولد سيديا كتب قائلاً: «كيف قبلت السيدة الوزيرة الجلوس وعلم بلادها يهان بهذه الطريقة؟ هذه فضيحة وإهانة دبلوماسية».
في السياق ذاته، اعتبر الشيخ أحمد أمين أن المشهد “غير مقبول”، مشيراً إلى أنه يعطي انطباعاً خاطئاً بعدم التكافؤ بين الدولتين، مضيفاً أن “رمزية العلم تمثل هيبة الدولة وسيادتها، ولا يجوز أن يُختزل الأمر في تفاصيل صغيرة”.

لكن في المقابل، جاءت أصوات أخرى لتدافع عن الوزيرة، مؤكدة أن ما جرى “أمر عادي ومتعارف عليه” في البروتوكولات الرسمية، حيث يكون العلم الكبير للدولة المضيفة داخل مكاتب مسؤوليها. الإعلامي سيدي ولد حامدينو أوضح أن “العلمين على الطاولة بنفس الحجم، والمكان داخل مكتب الوزيرة المستضيفة، وليس قاعة مؤتمرات دولية حتى تُرفع الأعلام بالحجم نفسه”.

المدون عيسى السالك تبنى الموقف نفسه، مشيراً إلى أن البروتوكول الجزائري يتبع النمط ذاته مع وفود دول أخرى، ضارباً مثالاً بصورة سابقة لوزيرة التنمية العمانية في المكان نفسه. وهو نفس المذهب الذي ذهبت إليه المدونة والناشطة سهام بنت اصنيب ،…فيما رأى سيداتي ولد يوسف أن المسؤولية تقع على الطاقم الدبلوماسي الموريتاني “الذي يجب أن يسهر على أدق التفاصيل الرمزية بما في ذلك جلب الأعلام إذا اقتضت الضرورة”.

في المقابل، عبّر آخرون عن أسفهم لما اعتبروه “استهانة رسمية بالرمزية الوطنية”، حيث كتبت النانة بنت محمد الأغظف: «ينبغي أن تعبّر الرموز عن توازٍ ضروري في الأشكال، فالمشهد يحمل رسائل غير مريحة». أما مريم بنت الحسن فرأت أن “اللوم يقع على الطرفين، فالمسألة تستحق التنبيه، وكان على الوزيرة أن تطلب تصحيح الوضع”.

بعض التعليقات أخذت منحى ساخرًا، إذ كتب المدون سيدي ولد بياده مازحاً: «يا أهل بريطانيا ارقوا أنفسكم، الوزيرة ضيفة، والعلم بجانبها في مكتب مضيفتها». بينما أشار التقي ولد عبد الحب إلى أن “من يبحث عن المشاكل فقط هو من يرى في الأمر إهانة”.

وفي ختام الجدل، دعا عدد من المدونين إلى تجاوز “المبالغة في قراءة التفاصيل”، مؤكدين أن الأهم هو “قوة العلاقات الأخوية بين موريتانيا والجزائر”، وأن مثل هذه الأمور البروتوكولية “يمكن تداركها بسهولة دون تضخيم”.

غير أن الجدل حول الصورة كشف في العمق عن حساسية الموريتانيين المفرطة تجاه رموز السيادة الوطنية، خاصة حين يتعلق الأمر بالعلم، الذي يراه كثيرون تجسيدًا لكرامة الدولة وهيبتها في الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى