الرأي

نداء التاريخ.. من إعلامي يمني… إلى بلد المغرب الشقيق

الكاتب /عبدالله مناوس

 

أيها الإخوة والأخوات

يا شباب المغرب الأبي…
أكتب إليكم من قلب اليمن، من وطنٍ جريحٍ دفع ثمن الفوضى غاليًا، لأقول لكم كلمة صادقة يفرضها علينا واجب الأخوّة العربية، ويُلزمنا بها ألم التجربة المريرة:

لقد رأينا في اليمن كيف تحولت الشعارات البراقة إلى سراب، وكيف انقلبت الأحلام إلى جحيم، وكيف ضاع الأمن والأمان، وتوقف التعليم والتنمية، وانهار الاقتصاد، وتشتت الشباب بين جبهات الحرب ومهاجر الغربة.

أقولها لكم من صميم التجربة: *الفوضى لا تبني أوطانًا، والغضب لا يزرع مستقبلًا، وسقوط الدولة ليس تحريرًا بل سقوطًا في هاويةٍ بلا قرار.*

نعم، مطالبكم عادلة، التعليم يحتاج إصلاحًا، الصحة تحتاج كرامة، والشغل حق مشروع لكل شاب وشابة. لكن الطريق إلى الإصلاح لا يكون بتمزيق الوطن، ولا بتخريب مؤسساته، *بل بالمطالبة الواعية، والضغط المسؤول، والعمل المشترك مع الدولة لبناء ما هو أفضل.*

أيها الأحرار في المغرب،
تعلموا من دروس اليمن وليبيا والسودان… لا تسمحوا للأوهام أن تسلبكم أجمل ما تملكون: الاستقرار ووحدة الأرض والشعب.
ارفعوا أصواتكم بقوة، نعم… ولكن دون عنف.
طالبوا بحقوقكم، نعم… ولكن دون أن تمنحوا خصوم الوطن فرصةً لتمزيقه.

إن العالم يراكم، والتاريخ يسجل، والأجيال القادمة ستسأل: هل صُنتم وطنكم وأنتم تنادون بحقوقكم؟ أم شاركتم من حيث لا تشعرون في إضعافه؟

رسالتي لكم، من اليمن إلى المغرب:
*احفظوا وطنكم، فهو بيتكم الوحيد.*
لا تهدموا البيت من أجل إصلاح جدرانه.
كونوا حراس وحدتكم، صوت إصلاحكم، وروح مستقبلكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى