في سابقة طبية لافتة، خضع رجل كندي يبلغ من العمر 34 عاما لعملية تعرف بـ”زرع السن في العين” بهدف استعادة بصره بعد معاناة دامت أكثر من عقدين.
وأجريت هذه الجراحة الناجحة في كندا بعد أن طبقت في دول محدودة حول العالم.
وأصيب برنت تشابمان من مقاطعة كولومبيا البريطانية في سن الثالثة عشرة بمتلازمة ستيفنز جونسون النادرة والخطيرة، بعدما تناول جرعة عادية من الإيبوبروفين.
هذه المتلازمة تسببت في تفاعلات مناعية شديدة أشبه بالحروق طالت جسده بالكامل بما في ذلك عينيه، ما أدى إلى تلف قرنيته اليسرى وفقدان معظم الرؤية في عينه اليمنى.
وعلى مدى 20 عاما، خضع تشابمان لأكثر من 50 عملية جراحية، بينها 10 محاولات لزراعة قرنية، لكن جميعها فشل في استعادة بصره بشكل دائم.
وبعد فشل كل المحاولات التقليدية، اقترح الأطباء عملية “زرع السن في العين” التي تعتمد على إزالة إحدى أسنان المريض وزرعها في عينه لتكون قاعدة لعدسة بلاستيكية شفافة تحل محل القرنية التالفة، إذ تعود هذه التقنية النادرة إلى ستينيات القرن الماضي ولم تطبق في كندا من قبل.
وبحسب الدراسات، فإن هذه الجراحة تمنح نتائج واعدة إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2022 على 59 مريضا أن 94% منهم احتفظوا بقدرتهم على الرؤية على المدى الطويل..
وقاد الدكتور جريج مولوني، أستاذ مشارك في طب العيون السريري بجامعة كولومبيا البريطانية، المرحلة الأولى من العملية في فبراير 2025 على تشابمان ومريضين آخرين.
أُزيل أحد أنياب تشابمان مع طبقة من العظم المحيط به للحفاظ على الدم والأكسجين، ثم نحت السن وثبتت فيه أسطوانة بلاستيكية تحمل عدسة.
بعد ذلك زرعت السن في خد المريض لأشهر حتى تنمو حولها الأنسجة الرخوة، ثم أُعيدت في يونيو إلى عينه اليمنى، إذ قللت هذه الخطوات بشكل كبير من احتمالات الرفض المناعي لأن السن والأنسجة من جسم المريض نفسه.
وبعد العملية مباشرة بدأ تشابمان بإدراك الحركة ومع مرور أسابيع تحسنت حدة بصره تدريجيا ليصل في أغسطس إلى 20/30 عند استخدام نظارات تصحيحية، أي أنه أصبح قادرا على رؤية تفاصيل كانت ضبابية سابقًا، إذ خضع لاحقا لعملية تصحيحية لضبط العدسة.
وتعد هذه الجراحة خيارا أخيرا لعلاج العمى الناتج عن تلف القرنية، وتستغرق أكثر من 12 ساعة إضافة إلى فترة تحضير طويلة.
ونفذت مثل هذه العمليات سابقا في أستراليا، ألمانيا، الهند، إيطاليا، اليابان، إسبانيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ولم يخضع لها سوى بضع مئات من المرضى حول العالم..