إن كان المجتمع قد ضيق على المرأة في أمور لم يضيق فيها الدين ولا الشريعة ولا القانون.. فقد كان على المرأة باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز المجتمع أن تفرض وجودها وأن تنهض لبناء مجتمع متماسك ومتجانس ترى فيه نفسها.
وإن كانت المرأة قد اضطهدت في زمان سابق وسلبت حريتها وحقها في الحياة، فاليوم، لا يمكن أن تضطهد، ولا يمكن أن تسلب حريتها أو حقها في الحياة، ولا في التعليم والتشغيل.
وباعتبار أن المرأة قلب المجتمع الذي ينبض به، فعلينا كمجتمع أن نعمل جميعا بكل جد وتفان على تغيير واقع المرأة، التي هي أساسنا، وذلك من خلال توفير بيئة ملائمة لها، تساعدها على الوقوف على ضفاف النجاح والتميز التي تستحق كل إمرأة موريتانية عظيمة أن تعيشه.
من حق المرأة أن تحصل على حقوقها المشروعة التي تكفل لها الشريعة الاسلامية، والقانون الوضعي، والأخلاق الحميده، والقيم الإنسانية النبيلة.
كما من حقّها أن تنعم بالأمن لتتمكن من التعلّم، من التنقل إلى المدرسة وإلى الجامعة، من السفر لحاجتها.. من حقها في التكوين والعمل، فالمرأة يمكن أن تعمل في كل المجالات، يمكن أن تكون شرطي، أن تكون ضابط وقاضي، يمكن أن تكون صيدلي كما يمكن أن تكون بائع خبز وسائق و ميكانيكي…
وبينما نكتب نحن الآن هذه الأسطر هناك بنات تسربن من المدارس، وهن الآن بدون شهادات وبدون أهداف واضحة في الحياة، وهناك أخريات لم يتم تسجيلهن بالأساس حتى يتعلمن، وهناك قاصرات تم تزويجهن بالغصب، وهناك أخريات رهينات لقيود المجتمع التي ذهب عنها الزمان، كل هذه العوامل تؤخر المرأة وتقف وراء تقدمها ونجاحها.
اليوم على المرأة أن تنهض وتتقدم بخطوات واثقة نحو المستقبل نحوى التألق والتميز والنجاح، و أن لا تهتم لحديث المجتمع، ولا للذين يسْخرون من عثراتها، أو من الذين يسخِّرون كل ما لديهم ليقفو في وجه تقدمها فكل ذلك باطل، فقد جاء الإسلام ليخرج المرأة من ظلمات الجهل والتطرف إلى نور العدل والإيمان وقد بين ما لها من حقوق وما يمكن أن تفعل، ففتح لها الأبواب بما في ذلك التعلم والعمل والتكسب..
ختاما أيتها المرأة يقول الشاعر:
ثوري على ظُلم القيود فتاتي
لا تخضعي للظلم قيدَ حصَاةِ
لا تقبلي العيش الذليل ذليلة
مكبوتة حتى عن الزفرات
يا بنتُ دورُك قد أتى لتحققي
عبر المآسي أشرف الغايات
مأساتك العظمى تعبّر عن مدى
مأساة شعب أيما مأساة
شعب مصاب في صميم وجوده
وضميره في غفلة وسُبات
قدر الحياة أو الفناء أمامه
إما إلى هذا وإما هاتي
فابقيْ ضميرا ملهما لوجوده
وحياته وإلى الأمام فتاتي