من راقص إلى رجل أعمال.. قصة سيدأعمر والثروة الغامضة
آخر تحديث: 19/07/2025 - 10:49 م
2 دقائق
راقص تقليدي عرف في السهرات الفنية بأدائه الرائع، وفي أوج عطائه الفني لقب برراقص ديمي، الفنانة الشهيرة.
,من نافلة القول إن ظاهرة الثراء السريع التي أصبحت منتشرة مؤخرا في صفوف الموظفين العموميين وبعض الأسر التقليدية ملفتة للانتباه.
لكن اسمه اقترن بالمال والنفوذ، وباتت وسائط التواصل تتحدث عنه بوصفه فاعلا في المشهد السياسي خلال السنوات الأخيرة
الملفت للانتباه أن يتحول راقص شعبي إلى رجل أعمال ثري ،يشد الفنانون والمخنثون أقلامهم للدفاع عنه .
ينتمي سيدأعمر لأسرة “أهل انجرتو” المعروفة ، فجده سدوم ولد انجرتو شاعر شعبي مجيد مدح سلاطين إمارة أولاد امبارك ولازال الفنانون اليوم يتغنون “بتهيديناته” .
التراث الذي ورثه سيدأعمر من أسرته ربما كان يؤهله لأن يكون شاعرا مجيدا يمدح الأمراء والوجهاء فيجزلون له العطاء، لكنه قفز إلى فئة المترفين، مما أهله أيضا لتسلق هرم المجتمع.
الرقص والتوازن العقلي
وفي خضم الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي برز رئيس حركة إيرا برام الداه اعبيد مدافعا عن مصدر ثروة سيدأعمر.
وفي مؤتمر صحفي عقده بيرام الداه اعبيد في نواكشوط انتقد ما اعتبره حملة تشويه يتعرض لها رجل الأعمال الشاب سيد أعمر، مستنكرًا التركيز على وصفه بـ”الراقص” وكأن الأمر يمثل إهانة أو تقليلاً من شأنه.
وأضاف بيرام أن هذه النظرة تنم عن جهل بثقافة وتقاليد منطقة شمامة، حيث يُعدّ الرقص تعبيرًا عن التوازن العقلي والذكاء، مضيفًا: “في شمامة، من لا يُجيد الرقص يُعدّ ناقص العقل، وليس العكس”.
وتابع أن محاولة الانتقاص من سيد أعمر على خلفيته الفنية أو الاجتماعية تندرج ضمن حملات التشويه المتكررة التي تطال الناجحين.
وشدد على أن عدداً من كبار الأثرياء في العالم بدأوا حياتهم المهنية كمطربين أو فنانين، مشيرًا إلى أن أبرز مليارديرات السنغال، مثل يوسو ندور، جاؤوا من خلفيات فنية، ما يؤكد – بحسب قوله – أن الفن والنجاح المالي ليسا متعارضين، بل قد يسيران جنبًا إلى جنب.
الثروة الغامضة
غموض مصدر ثروته فتح المجال واسعا أمام التكهنات ، ففي حين يعتبره البعض مفسدا يستولي على صفقات الدولة يعتبره آخرون رجل أعمال ناجح شق طريقه بنفسه نحو عالم الأعمال والأموال.
وفي تدوينة للصحفي عبدوتي الطلبة قال أن سيدأعمر أكد له بأن آخر مرة دخل فيها مكتب وزير في الحكومة الموريتانية كانت سنة 2016 .
وأضاف سيد أعمر في حديثه مع عبدوتي أن إستثماراته في السنغال تفوق استثماراته في موريتانيا.
وربما نسي عبدوتي أن السؤال المطروح ماهو مصدر ثروة سيدأعمر وليس دخوله على مكتب حكومي أو حجم استثماراته في السينغال.
المحروقات والذهب
وفي بث مباشر للمدون فؤاد ولد الصفرة قال إن ملف المحروقات في موريتانيا يسيطر عليه رجلان هما سيد أعمر وحدمين ولد الغزواني.
وأضاف أن سيد أعمر وحدمين يسيطران كذلك على مجال شراء الذهب من خلال شركتهما التي تحتكر شراء الذهب من المنقبين.
أما المدون عابدين محمدسالم فقد هاجم سيد أعمر .
وأضاف أنه “أصبح من أثرياء المال والأعمال. وبات بإمكانه، باتصال هاتفي واحد، الزج بك في السجن، وكأن موريتانيا التي رُويت بدماء وعرق أبنائها تحولت إلى ملكية خاصة لهؤلاء”.
وأكد أنه قام بمسح كمٍّ هائل من فيديوهاته على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ذاك الذي كان يرقص كل ليلة، أصبح من النادر أن يعثر على فيديو قديم له.
ورغم ماقيل فإن من يهاجمون سيدأعمر ومن يدافعون عنه، مازال الجميع غير قادر على تقديم أدلة ملموسة على الثراء الفاحش للراقص سابقا ورجل الأعمال حاليا.
ويبقى جميع الكلام عن الرجل تكهنات، لاتبرأ الرجل من الاتهامات الموجهة إليه لكنها في نفس الوقت لاتدينه.