تقدّمت السيدة انجلة لمصطف، والدة المراهق محمد ولد الشيخ ولد العالم الذي توفي فجر الأحد الماضي، الموافق 13 يوليو 2025، بشكوى رسمية إلى وكيل الجمهورية بمحكمة ولاية نواكشوط الغربية، تتهم فيها الطاقم الطبي المداوم في المستشفى العسكري بالتقاعس عن تقديم المساعدة اللازمة لابنها القاصر الذي كان في وضع حرج يهدد حياته.
وتفيد الشكوى بأن الطفل البالغ من العمر 16 عامًا، نُقل في حدود الساعة الخامسة صباحًا إلى المستشفى العسكري، وهو في حالة صحية خطيرة، إلا أن الفريق الطبي المناوب رفض استقباله وتقديم الإسعافات الأولية له، ما أدى إلى وفاته لاحقًا.
واعتبرت والدة الضحية أن رفض الطاقم الطبي تقديم العناية اللازمة يمثّل “امتناعًا عن المساعدة لشخص في خطر”، وهو ما يعدّ، بحسب نص الشكوى، “جريمة يعاقب عليها القانون”، استنادًا إلى المادة 57 من القانون الجنائي الموريتاني، التي تُجرّم الامتناع عن تقديم المساعدة لمن هم في حالة خطر.
وطالبت السيدة انجلة النيابة العامة بفتح تحقيق في القضية وتحريك الدعوى ضد الطاقم الطبي المناوب في تلك الليلة، مؤكدة أن وفاة ابنها كانت نتيجة مباشرة لهذا الامتناع، وأنها لن تتنازل عن حقها القانوني في ملاحقة المسؤولين.
وتأتي هذه الحادثة في سياق نقاش متزايد حول جودة خدمات الطوارئ في المستشفيات العمومية والعسكرية في موريتانيا، وسط مطالبات بتحقيق العدالة وتحسين نظام الرعاية الصحية بما يضمن كرامة وحق المرضى في العلاج الفوري والإنساني.
