الرأي

حريق يكشف المستور في لاس بالماس… عندما يُترك السياح الموريتانيون وسط اللهب والتجاهل

اندلع حريق عنيف في مبنى سكني بحي لاس كانتراس في مدينة لاس بالماس الإسبانية، ليلتهم طوابقه بسرعة، ويجبر 60 شخصًا على الفرار، بينهم طفل في الثالثة من عمره أُدخل المستشفى، وآخر في حالة حرجة.

لكن خلف ألسنة النار والدخان الكثيف، كشفت الواقعة عن نار أخرى صامتة: نار التمييز.

فقد كان من بين المتضررين 48 سائحًا موريتانيًا، جاءوا إلى المدينة حاملين ملاحفهم وحقائبهم الممتلئة بالنقود، بهدف التسوق وإنعاش الأسواق المحلية، إذ يضخ الموريتانيون أسبوعيًا ما يُقارب 600 ألف يورو في شرايين الاقتصاد المحلي، تحديدًا في منطقة “ميسا إي لوبيز”.

ومع ذلك، لم يصدر عن السلطات الإسبانية أي بيان تضامني معهم، لم تُعرض عليهم خطة إيواء، ولم يُذكروا في الإعلام سوى بعبارة باردة: “الزوار”. لا سياح، لا دعم، لا كرامة.

التقارير تحدثت عن تباين في روايات سبب الحريق؛ بين عقب سيجارة مهمل وأعمال ترميم مشبوهة، بينما بدأ بعض السكان يتحدثون عن فرضية “الفعل المتعمد”.

وفي الوقت الذي هرعت فيه سيارات الإسعاف لإخلاء المبنى، بقيت الكاميرات والبيانات الرسمية بعيدة عن المتضررين الموريتانيين، وكأنهم غير مرئيين.

موقع Maspalomas24h لم يتردد في وصف المشهد بأنه تمييز صامت، حيث تُقاس القيمة بجواز السفر لا بما يقدمه الزائر من نفع. “تركوا وراءهم أمتعتهم وكرامتهم على الأرصفة السوداء”، يختم الموقع.

هكذا، لم يكن الحريق وحده هو ما التهم السكان تلك الليلة… بل الصمت أيضًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى