أخبارالرأي

قمة ترمب والقادة الأفارقة: مظاهر الإستعمار الحديث

إعداد محمد محمود الشيباني

نشر الكاتب تافي مهاكا (Tafi Mhaka) مقالً رأي في موقع الجزيرة الإنجليزية بتاريخ 11 يوليو 2025، بعنوان:
“قمة ترامب الإفريقية كانت درسًا في مسرحية استعمارية حديثة”، تناول فيه بالنقد اللاذع القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع عدد من القادة الأفارقة، معتبرًا إياها عرضًا سياسيًا يكرّس الهيمنة الغربية في ثوب معاصر، بعيدًا كل البعد عن مفاهيم الشراكة المتكافئة.

يبدأ المقال بالإشارة إلى أن ترامب ألقى خطابًا افتتاحيًا لم يتجاوز أربع دقائق، تحدث فيه عن الموارد الطبيعية مثل النفط والمعادن، مقدمًا القادة الحاضرين وكأنهم ممثلون لقارة بأكملها، لا رؤساء دول ذات سيادة. هذا التبسيط الفج، برأي مهاكا، يعكس ذهنية استعمارية ترى في إفريقيا خزانًا للموارد لا أكثر.

ثم يبرز الكاتب أن القادة الأفارقة تم توجيههم مسبقًا لما يجب أن يقولوه أمام الإعلام، ما حوّل القمة إلى مسرحية منظمة، يكون فيها ترامب المخرج، والقادة مجرد أدوات لإضفاء الشرعية على خطابه السياسي. وتُضاف إلى ذلك لحظات وُصفت بالمحرجة، منها مدح الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لترامب ووصفه بـ”رجل السلام العالمي”، رغم مواقفه المعلنة الداعمة لإسرائيل والرافضة لوقف العدوان على غزة.

كما انتقد مهاكا رد فعل ترامب المدهوش من تحدث الرئيس الليبيري جوزيف بوكاي بالإنجليزية بطلاقة، وكأن ذلك أمرا غير متوقع من رئيس أفريقي. هذا التصرف، في نظر الكاتب، يحمل بوضوح نزعة عنصرية ويعكس نظرة دونية اعتادت أن تنكر على الأفارقة كفاءتهم ومواهبهم.

ولم يفت الكاتب أن يذكر سلوك ترامب مع الصحفية الأمريكية ذات الأصول الإفريقية هاريانا فيراس، حيث علّق على مظهرها بشكل مسيء، مما أعاد للأذهان صورًا عنصرية وجنسية نمطية تجاه النساء السوداوات، تستخدم لتقليل قيمتهن وتقويض مهنيتهن.

في خاتمة المقال، يصف مهاكا القمة بأنها لم تكن حدثًا دبلوماسيًا بقدر ما كانت “درسًا حيًا في المسرح الاستعماري الحديث”، حيث يظهر ترامب بمظهر السيد المتحكّم، بينما يُطلب من القادة الأفارقة الالتزام بالنص، لا التفاوض أو النقد. هذا المشهد، حسب الكاتب، يُعيد إنتاج منطق السيطرة الإمبراطورية ولكن بلغة جديدة قائمة على النفوذ الاقتصادي والمظاهر البروتوكولية بدل الاحتلال المباشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى