تقارير

حملة نظافة واسعة.. هل تجدي نفعا في عصرنة نواكشوط؟

تعاني نواكشوط منذ سنوات من تراكم القمامة في الأحياء والأسواق، الناتج من عوامل متعددة منها ضعف القدرة على جمع النفايات يوميًا، وعدم وعي السكان بأهمية النظافة، وغياب المعدات الكافية.

هذا الواقع أثر سلبًا على الصحة العامة والمظهر الحضري للمدينة، مما دفع السلطات لإطلاق حملات موسمية وتدخلات عاجلة..في استجابة سريعة لتفاقم الوضع ..

وقد أطلقت السلطات المحلية خلال الأيام الأخيرة حملات واسعة النطاق لجمع القمامة وتنظيف الشوارع في مختلف مقاطعات نواكشوط.

يأتي ذلك ضمن خطة تهدف إلى تحسين الواجهة الحضرية للمدينة والتصدي لانتشار النفايات الذي بات يؤرق السكان ويهدد الصحة العامة.

وكما حصل في حملات سابقة، انتشرت فرق النظافة والآليات في عدة مناطق بالعاصمة، بما في ذلك الأحياء المكتظة كعرفات، و دار النعيم، والسبخة وكذا في السوق المركزي بالعاصمة.

وشُوهدت شاحنات جمع القمامة تعمل لساعات طويلة لإزالة أكوام النفايات التي تراكمت على الأرصفة وفي الساحات العامة.

 

رش وتعقيم

وترافقت هذه الحملة مع عمليات رش وتعقيم للحد من انتشار الروائح الكريهة والحشرات، إلى جانب إزالة النقاط السوداء التي تحولت إلى مكبات عشوائية..

و تشير مصادر من البلديات إلى أن هذه الحملة جاءت بعد شكاوى متزايدة من السكان وارتفاع لافت في انتشار القمامة، خصوصًا في النقاط التي لم تصلها خدمات التنظيف بشكل منتظم خلال الأسابيع الماضية.

وقد تسبب هذا الوضع في انسداد بعض الشوارع الفرعية، وخلق بيئة غير صحية تهدد السلامة العامة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول موسم الأمطار.

نظافة- قمامة - نواكشوط

وكانت سلطات نواكشوط مناقصة وطنية هدفت إلى إشراك شركات وطنية خصوصية في جمع ونقل النفايات…في البداية، تم الترخيص لثلاث شركات تعمل في ولايات نواكشوط الثلاث لتوفير فرق وآليات (شاحنات، صهاريج، رشاشات، وغيرها)

لكن النتائج كانت محدودة، و في ديسمبر 2024 / يناير 2025، منحت الحكومة صفقة لـشركة SOS NDD المغربية بمبلغ 7.5 مليار أوقية سنويًا، تطبيقًا لمنهجية موحدة تشمل جمع ونقل النفايات الصلبة في العاصمة.

معدات كبيرة

ورغم أن الصفقة تعثرت لمرات، إلا أنها خرجت للنور، وأسندت المهمة إلى الشركة، التي بدأت بإدخال معدات كبيرة، تمهيدا لانطلاق مهامها، غدا الثلاثاء.

وسعيا إلى رفع مستوى الاستجابة وتنظيم جمع القمامة بنهج حضري عصري، لتحويل نواكشوط إلى مدينة تجمع بين الأثر البيئي الإيجابي والوجه الجمالي والجاذبية الاقتصادية.

تشكل هذه الحملة خطوة إيجابية في مسار طويل لاستعادة نظافة العاصمة، لكن النجاح الكامل يتطلب استمرارية الجهد الرسمي وتعاونًا مواطنيا واعيًا.

فمدينة نواكشوط، بطموحاتها في أن تكون عصرية وجذابة، لا يمكن أن تنهض إلا بتكاتف الجميع: سلطات، شركات، ومواطنين.

ومع تواصل هذه الحملات في الأيام القادمة، يأمل كثيرون أن تشكل بداية حقيقية لتحول مستدام يُعيد للعاصمة ألقها ويضمن بيئة صحية تليق بأهلها وزوارها،

ومع أن هذه الجهود تشكل خطوة إيجابية في مسار طويل لاستعادة نظافة العاصمة، يبقى النجاح الكامل يتطلب استمرارية الجهد الرسمي وتعاونا مواطنيا واعيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى