تقارير

فرحه بوفاة شيخه وتفوقه بالمدرسة.. الخليل ولد الطيب يحدثكم عن نشأته وأسرته واعتناقه للناصرية

قبل أيام تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات متفرقة من مذكرات الخليل ولد الطيب حملت تباينا في آراء الشارع الفيسبوكي.

ففي حين يعتبرها البعض تمثل شهادة على مراحل مهمة من تاريخ البلد يعتبرها آخرون مجرد كلام فارغ لرجل خدم أنظمة متعاقبة يرون أنها كانت تديره كما تشاء.

ورغم هذا التباين في المواقف سنحاول أن نغوص في تفاصيل هذه المذكرات لفهم شخصية صاحبها من منظوره الشخصي في شهادته عن نفسه.

من هو الخليل ولد الطيب؟

من نافلة القول أن أصغر متابع للشأن الموريتاني يعرف الخليل الطيب الذي برز  في الشأن السياسي منذ التسعينيات في عهد الرئيس معاوية ولد الطائع، واكتسب زخما  أكبر في عشرية محمد ولد عبدالعزيز كأكبر المدافعين عنه.

لكن مايهمنا هنا هو الإجابة على السؤال من قبل الخليل في مذكراته.

يعرف الخليل ولد الطيب نفسه بأنه ولد لأسرة علم في ولاية لعصابة في خمسينيات القرن الماضي.

يتحدث بإسهاب عن مجتمعه والحياة العلمية فيه وعن نخوته وشهامته.

كان طفلا مشاغبا يكره الدراسة حيث كان دائما يهرب عن شيخه الذي كان يدرسه القرآن.

ومن القصص الطريفة التي أوردها أنه ذات مرة هرب عن شيخه إلى إحدى المدن المجاورة وأرسلت والدته أخا له ليجلبه من هناك ولما عاد سألته نسوة الحي عن سبب عدم عودته للبيت، فأخبرهم أنه كان يريد أن يخبر الأمير عبدالرحمن ولد اسويد أحمد أن شيخه هو المسؤول عن حادث وقع في تلك المنطقة توفي فيه أحد أقارب الأمير.

ويبدوا أن كرهه حينها لشيخه كان طافحا فهو لايخفي فرحه العارم في ذلك اليوم الذي سمع فيه وفاة شيخه المفاجئة.

ويقول أنه رغم كل ما أسدى له من تحفيظ ومتابعة فقد شعر بعد وفاته بأنه استعاد حريته.

معهد أبي تلميت واعتناق الفكر الناصري

يبدوا أن الطالب المشاغب قد تفوق في مسابقة دخول معهد أبي تلميت حيث حل في المركز الأول على مستوى لعصابة والمركز الرابع وطنيا.

كان المعهد حينها ممزقا بين التيارات الإيديلوجية والسياسية كالكادحين والبعثيين والناصريين.

كان الخطاب الناصري هو الأقرب إلى صاحبنا ويعزي ذلك إلى خلفيته الثقافية والدينية ، ونفسه العروبي الذي استقاه من بيئتيه الثقافية والاجتماعية.

وقد تم استقطابه للتيار الناصري من قبل الطالب جدو محمدالأمين ،الذي استقطب جميع الطلاب القادمين من لعصابة وبومديد وكنكوصة.

خاطب جدو الخليل ذات مرة: احذر من الشيوعيين فإنهم يكرهون الإسلام واللغة العربية ولايحبون جمال عبدالناصر!

لكن الخليل خاطبه بنبرة غاضبة وصفها بأنها تحمل ميزات “التشرقي”:

أرني هؤلاء.. ،أيعقل أن يوجد أشخاص يكرهون الإسلام واللغة العربية وجما عبدالناصر؟

كما تحدث عن عودته وزملائه لمدينة كرو في العطلة حاملا للأفكار الناصرية وعمل على نشرها بين النخبة الحية من الشباب والفتيات.

وقد وجد الناصريون في كرو في مدرسة الشيخ الناجي ولد محمود لتعليم الفتيات فرصة لاتعوض لنشر أفكارهم، خصوصا أن خطاب الشيخ كان متناغما مع خطابهم بشأن تعليم ونهضة المرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى