تقارير

أصحابها لا يعرفون الراحة.. 4 مهن تزدهر أيام العيد في نواكشوط

نواكشوط- الخضر عبد العزيز

 

في الوقت الذي تلبس فيه الجديد وتتوجه لصلاة العيد مع أفراد عائلتك وتعود لشرب الشاي في المنزل قبل أن تتناول لحم أضحيتك تذكر أن هناك المآت من العمال وأصحاب المهن لم يلبسوا ولم يناموا جيدا طيلة أيام لتوفير حاجياتك.

من سوق الملابس ومحلات الخياطة إلى أسواق المواشي والمخابز وصالونات الحلاقة والمسالخ يرابط هؤلاء الشرفاء الكادحون في أماكن العمل، ويصلون الليلة بالنهار لتلبية الطلبات الملحة لزبائنهم.

ومع حلول العيد تشهد هذه المهن العريقة انتعاشا كبيرا خصوصا المهن التي لها علاقة بتعاليم الدين الحنيف أو العادات والتقاليد المتوارثة التي حرص المواطنون على التمسك بها عبر السنين..

وللتعرف أكثر على هذه المهن اليدوية وظروف العمل لدى أصحابها قابل موقع تحديث بعضهم للحديث عن انطباعاتهم وتجربتهم في هذه المواسم التي تشهد إقبالا شعبيا كبيرا على محلاتهم والتحديات التي تواجههم أثناء عملهم الشاق.

محلات الملابس والخياطة

مع قدوم كل عيد تزحم محلات الخياطة ومحلات بيع الملابس التقليدية ك”الدراعة” بالزبائن وتكثر الطلابت عليها لتفصيل ملابس جديدة أو تعديل أخرى.

بعد صلاة عيد الأضحى المبارك في نواكشوط كان عبد الله لايزال يرابط في محله بسوق العاصمة الكبير منذ يوم أمس وحين سألناه متى تستريح أجاب “التيفاي ما اكد يستراح”

و أضاف في حديث لموقع تحديث   “بت هنا في المحل البارحة ليلة العيد، ولم أعد إلى المنزل وقد فاتتني صلاة العيد، ومنذ أيام وأنا أرابط في المحل من الثامنة صباحا وحتى الساعة الثالثة صباحا “

وأضاف عبد الله أن ضغط العمل أيام العيد شاق إذ نستقبل طلبات كثيرة من الزبناء حتى نضطر إلى زيادة ساعات العمل لضمان تجهيز جميع طلبيات الخياطة وتسليمها قبل يوم العيد أو وفق الموعد الذي حدده الزبون.

وأكد الخياط هو الآخر بون أحمد أن هذا العيد شهد تزايدا في إقبال الزبائن على الخياطة بأشكالها وأنه رفض عددا من الطلبات بسبب الضغط”

وفي مواسم الأعياد يحرص معظم الموريتانيين عادة على إحياء العيد بملابس جديدة بخياطة تقليدية خصوصا الرجال.

الحلاقة والازدحام

 

قصص صالونات الحلاقة مع الازدحام لا تنتهي، فمع كل عيد تعج صالونات الحلاقة في نواكشوط بالزبائن، ويصبح من الصعب الحصول على مقعد في أول زيارة للحلاق. 

ويخلق هذا الازدحام ارتباكا بين الحلاقين الذين يضطرون في بعض الأحيان لتوزيع الأرقام من أجل التنظيم وإعطاء الأسبقية للأول فالأول وقد يجلس الزبون الواحد 4 ساعات قبل أن يأتيه الدور. 

ويستعد مولاي دبالله مالك محل “الهاشمي للحلاقة” الواقع في لكصر( جامبور) لهذا الإقبال قبل كل عيد بشراء المعدات وتعقيمها والمساحيق والتعاقد مع عمال إضافيين لاستقبال أكبر كم ممكن من الزبائن .

و في لقاء مع موقع تحديث قال الحلاق الذي يمارس هذه المهنة لأزيد من عشرين عاما: “الضغط أيام العيد مرهق، ويجعلنا نداوم في بعض الأيام لأكثر من 24 ساعة، ونتخذ مساعدين غير دائمين بصفة مؤقتة في أزمنة الأعياد مقابل 50% من ثمن كل حلقة.

واعتبر مولاي أن توافد الشيب والشباب والصغار جميعا للحلاقة كلٌّ يريد قَصته الخاصة زاد من حدة الضغط على الحلاقين، بحيث أنهم يحتاجون لبذل المزيد من العناية والتركيز خوف وقوع أخطاء قد تكلفهم خسارة زبنائهم.

ويواجه مولاي تحديات من أبرزها استعجال الزبناء والطوابير المكدسة التي يجدها الزبون أمامه، مما يجعله يذهب بحثا عن صالون آخر أخف ضغطا.

وينصح مولاي الزبناء بالحلاقة قبل العيد بأيام، مشددا على أن قصة الشعر لا تكون في أفضل أحوالها إلا بعد مرور أربعة أيام أو خمس من القصة.

كما أوضح لتحديث أنه لا يفهم لماذا يتأخر الزبناء حتى ليلة المناسبة، موضحا بأنه في العيد الماضي انتظر الزبناء حتى أعلنت لجنة الأهلة عن حلول عيد الفطر المبارك قبل أن يتدفقوا عليه بكثرة بعد منتصف الليل.

الخباز

ويعد الخبز مادة أساسية لدى الموريتانيين سواء في وجبات الفطور أو “الطاجين” وخصوصا أيام عيد الأضحى المبارك حيث يكثر عليه الطلب إضافة إلى الحلويات التي أصبحت مفضلة لدى كثير من الموريتانيين.

وتضاعف المخابز في نواكشوط هذه الأيام من إنتاجها لتغطية حاجيات زبنائها وهو ما يذهب ضحيته مآت العمال من حيث لا يشعر الزبناء.

وعن ساعات عمل المخابز أيام العيد يوضح عمر صنبا لموقع تحديث، بأنها تصل إلى 24 ساعة لإعداد المنتجات المطلوبة من حلويات بأنواعها والخبز بأنواعه من الشعير والقمح.

وأضاف أنهم اليوم صباح العيد بدأوا العمل الساعة الخامسة قبل الصبح وأنهم مستمرون حتى المساء وسيتكرر طيلة أيام العيد.

المجازر

وتشهد المجازر هي الأخرى ضغطا هائلا أيام عيد الأضحى المبارك حيث بدأ سكان نواكشوط في التعود على ذبح أضاحيهم في المسالخ والفضاءات المخصصة للذبح بدل الذبح في المنازل والشوارع.

 


وفي لقاء مع موقع تحديث أوضح العامل في مسالخ سوق الحي الساكن للمواشي اعل ولد محمد “أن يستعد لهذه الأيام جيدا بالتعاون مع أخيه وبشراء سكاكين للذبح بأحجام مختلفة وجودة عالية”

ويضيف اعل “أن نشاطه يبدأ مباشر بعد صلاة العيد ويستمر حتى صلاة العصر مؤكدا أنه في كل يوم من أيام العيد يسلخ أكثر من 60 شاة بالتعاون مع أخيه، بينما هناك سلاخون آخرون قد ينجزون نفس الشيء.
وحسب اعل يتراوح سعر الأجرة على الشاة الواحدة من 2 ألف 3 آلاف وقد يبلغ في بعض الأحيان 4 آلاف أوقية قديمة.

وفي الوقت الذي يعتقد كثير من الناس أنه يتم استغلالهم من بعض أصحاب هذه المهن من حيث رفع الأسعار هذه الأيام يرى أصحاب المهن أنهم يشتغلون في أوقات حرجة وبكثير من التحمل ويستقبلون فوق طاقتهم وفي أوقات العطل وهذا ما يجب أن يضعه الزبون في الحسبان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى