حول تمثلات الآخر في نصوص الجاحظ.. آداب فاس تمنح الروائي ولد الدين درجة الدكتوراه

نال الروائي الموريتاني أحمد فال ولد الدين الاثنين درجة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمملكة المغربية.

وحملت أطروحة ولد الدين عنوان “تمثلات الآخر عند أبي عثمان الجاحظ: دراسة تحليلية نقدية”.

وقد نالت الأطروحة درجة “مشرف جدا مع توصية بالطبع”، وإشادة كبيرة من لجنة النقاش، وحظيت بزخم كبير في الأوساط الثقافية والإعلامية.

وفي أطروحته، ركز الروائي ولد الدين على فحص تمثلات الآخر في نصوص أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.

الآخر في الحضارة العربية

ومن خلال هذه الأطروحة يمكن للباحثين فهم طبيعة وحجم حضور غير العرب والمسلمين في أدب الجاحظ.

يوضح ولد الد الدين أن “الآخر بالمعنى الذي نشير إليه- هو من كان الجاحظُ يراه مغايرا للذات العربية أو الإسلامية من مكونات المجتمع الذي كان يعيش فيه أو يكتب عنه. سواء أكان ذلك الآخرُ قوميا، كالفرس والروم والسود، أم دينيا كأهل الكتاب والمجوس، أم جغرافيا كالأقاليم البعيدة التي تحدّث عنها وعن خصائصها في مقابل إقليم بابل العراقي حيثُ يعيش”.

وقد تقصت الدراسة “سرديات الجاحظ عن الآخر باعتبار تلك الصور مؤثرةً في التاريخ وفي رؤية الآخر وتخيّله، وفي النظرة إلى الذات كذلك، لأن السمات التي يخلع الفردُ على أي مُتَمثَّلٍ تعبير ممتلئ عن الخلفيات الدينية والثقافية لذلك الفرد”.

وانطلق ولد الدين من أهمية دراسةِ النظرة إلى الآخر في لحظة محورية من لحظات التاريخ الإسلامي، مؤكدا ضرورة التنقير عن النصوص المكتوبة لكشف المحكيات العربية الإسلامية عن الآخر.

رحابة فكرية

ويتنبه الباحث إلى أن الفكر الإسلامي في تلك الحقبة كان يتسم برحابة كبيرة في احتضان الآخر، “لكنه محكوم بحدود الزمان والإنسان والمكان والإمكان.

ذلك أن القيم الإسلامية المُعْلِية من التساوي الطبيعي بن البشر يشَغَبُ عليها السياقُ الثقافي المنسوجُ من موروث الجاهلية العربية، ورواسب الثقافة الفارسية؛ لأن كلا الموروثين يتكئ على تفريق حاد -وإنْ تفاوتت حدتُه- بين البشر على أسس قومية”

منهجيا، اعتمدت الدراسة التحليل الكيفيَّ لنصوص الجاحظ، متسلحةً بمناهج الوصف، والاستقراء، والمقارنة.

يذكر أن أحمد فال والدين صحفي ومراسل ميداني بقناة الجزيرة، غطى العديد من الحروب والصراعات في مختلف أنحاء العالم.

وفي الجانب الأدبي، أصدر ولد الدين عدة روايات بينها: كتائب القذافي، والحدقي، وحجر الأرض، إلى جانب “دانشمند” التي وصلت للقائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية.