تقارير

الفرح والشرع والديمين.. نقاش بأبعاد مختلفة حول عناق أيساتا وولد التاه

أثارت صورة رئيس البنك الأفريقي للتنمية المنتخب سيدي ولد التاه وهو يعانق المديرة العامة لوكالة ترقية الاستثمارات في موريتانيا آيستا لام جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

حجج اعتمدت هنا وهناك لتعزيز رأي وتسويغ آخر جعلت من لحظة العناق الخاطف حدثا فارقا على بين الجمهور الموريتاني.

دعاة ومدونون وغيرهم تباينت آراء الجميع حول الصورة ،تباينا اختلطت فيه الدوافع الإيديلوجية بالفتاوي الشرعية والنكت الشعبية.

الفرح الصادق

وفي تدوينة على صفحته على فيس بوك اعتبر الصحفي حسن لبات أن تصرف آيستا كان لحظة فرح صادق بفوز موريتانيا بعد عام ونصف من السهر المتواصل.

وأضاف لبات “من يعرف عفوية آيساتا يتأكد أنها لم تقصد سوءا. أما سيدي، فمن الواضح أن أخلاقه منعته من صدها وكسر خاطرها أمام الجميع..”.

من جانبه المدون حبيب الله أحمد كتب أن الصورة “ليست مديمنة” في إشارة واضحة لمخالفتها لقيم الحاضنة الاجتماعية لولد التاه.

لكن الديين عبدالودود كان له رأي آخر حيث اعتبر أن الملاحظ من العناق بين آيستا و ولد اتاه أنه عفوي خالي من النزوات.

مضيفا أن دافعه الفرح والغبطة ، وان ذلك يظهر من وجه السيدة وعيونها التي تغمض على دموع توشك أن توشي بغبطة اللحظة و فجائيتها. حسب تعبيره.

أما المدون عابدين محمدسالم فقد انتقد سكوت العلماء والفقهاء عن عناق رجل لامرأة لاتحل له شرعا.
وعلق محمود اعليه المصطفى قائلا “معظم المسؤولين في الدول الاسلامية، يصافحون ويعانقون، وقلما تجد من يعلق على ذلك، ربما لأنهم لم يتقلدوا مناصبهم بمستوى التزامهم ووازعهم الديني.”.
وأضاف أنه لايبرر سلوك الرجل وإنما يستغرب لماذا لم يتم إنكار هذه السلوكيات على الرؤساء والوزراء.

حكم دم البراغيث

وذهب بعض المعلقين إلى أن استنكار الصورة مقدم عليه استنكار التهاني لشخص يتولى مؤسسة ربوية فقد كتب اميي المان:
صرنا تماما كأهل العراق الذين يسألون عن حكم دم البراغيث ولا يسألون عن حكم قتل الحسين
مبينا أن استنكار عناق قد يكون مفبركا لا يرقى إلى تهنئة شخص يتولى قلعة من أكبر قلاع حرب الله ورسوله.

مضيفا أن الله تبارك وتعالى لم يعلن الحرب إلا على اثنين فقط هما صاحب الربا ومن عادى له وليا.
واستشهد سيدمحمد وديه بقول البيضاوي عندما أراد أحدهم أن يبرر مصافحة قام بها فقال له لا داعي للتبرير هذه معصية ارتكبتها واستغفر الله منها، مضيفا أن قوله هو أفضل ماقيل في هذا الموضوع بالذات.
حماه الله بيبات اعتبر أن هذه لحظة عفوية وصادقة بحق.
واصفا الصورة بأنها عناق مواطنة تجهش بالبكاء لاخيها الذى حقق معجزة الفوز المستحيل .
وأكد بيبات أن هذا تعبير منفلت من العقال عن الفرح الجامح الذى لا يمكن بالمرة ان يضبطه الديمين ولا غير الديمين.
واعتبر أن التعليق سلبا على هذه الصورة هو محاولة التشويش وصرف الأنظار عن الحدث الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى