حتى وقت قريب كان يفضل البقاء بعيدا عن الأضواء، ولكنه الآن خرج من الظل ليؤكد حماسه للقتال وجدارته بقيادة جيش نووي.
الجنرال عاصم منير، ظل لزمن طويل يعمل خلف الكواليس ويكتفي بالظهور في بعض المناسبات الرسمية في باكستان.
وما إن توترت الأجواء مؤخرا مع الهند، حتى تسيّد المشهد العسكري والسياسي في إسلام أباد.
والخميس الماضي، وقف الجنرال على ظهر دبابة خلال مناورة عسكرية وألقى خطابا على جنوده، وجّه من خلاله تحذيرا للهند بأن باكستان ستقابل أي مغامرة عسكرية غير محسوبة منها برد “سريع وصاعق وحازم”.
ووفقا لتقرير في نيويورك تايمز، فإن هذا التصريح نُظر إليه في الهند وباكستان على أنه دليل على رغبة الجنرال في إظهار قوّته ولحشد الدعم الشعبي إلى جانبه.
واعتبرت الصحيفة خطاب الجنرال منير بأنه أكثر من مجرّد حسابات سياسية على ما يبدو، مشيرة إلى أن المحلّلين وصفوه بأنه يتبنّى نهجا متشددا تجاه الهند، وأن آراءه تشكلّت خلال الفترة التي قضاها في قيادة جهازي الاستخبارات العسكرية الرئيسيين في باكستان، واعتقاده بأن الصراع الطويل الأمد مع الهند هو في جوهره صراع ديني.
حبل الوريد
وفي تصريحات أخرى قبل 6 أيام من هجوم بهلغام، وصف الجنرال منير إقليم كشمير الذي تتقاسم باكستان والهند السيطرة عليه- بأنه بمنزلة “حبل الوريد” لبلاده.
وقد أثار تصويره لكشمير بتلك الصفة حساسية كبيرة، خاصة في الهند التي تسعى إلى التفرّد به وإخضاعه لكامل سيطرتها.
وفي الخطاب نفسه، قال الجنرال منير: “لن نتخلّى عن إخواننا الكشميريين وهم يخوضون نضالهم البطولي ضد الاحتلال الهندي”.
المسار القيادي
يذكر أن الجنرال عاصم منير تم تعيينه في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 قائدا للجيش الباكستاني.
بدأ عاصم منير خدمته في الجيش الباكستاني عام 1986 من خلال التحاقه بالدورة 17 لمدرسة تعليم الضباط في مدينة مانجلا في إقليم آزاد كشمير الباكستاني (شمال غربي البلاد)، حيث فاز بسيف الشرف المرموق، الذي يُمنح للمتدرب الأفضل أداء، وبدأ حياته العملية بالجيش في الكتيبة 23 من فوج القوة الحدودية.
كما خدم في المناطق المتنازع عليها مع الهند، وشغل أيضا منصب قائد قوة المنطقة الشمالية في الجيش الباكستاني في الفترة الواقعة بين أكتوبر/تشرين الأول 2014 وديسمبر/كانون الأول 2016.
تم تعيينه مديرا عاما للاستخبارات العسكرية في الفترة الممتدة بين ديسمبر/كانون الأول 2016 وأكتوبر/تشرين الأول 2018.
وتولّى قيادة المخابرات العامة الباكستانية منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، حتى 16 يونيو/حزيران 2019.
تولّى بعدها قيادة فيلق للجيش في مدينة جوجرانوالا في إقليم البنجاب منذ 17 يونيو/حزيران 2019 إلى السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ترأّس بعدها قيادة الإمداد والتموين المسؤولة عن الإمداد لجميع وحدات الجيش الباكستاني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 حتى توليه منصب القيادة العامة للجيش الباكستاني، الذي بدأت مهمته فيه يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
الالتزام بتعاليم الإسلام
لا يُعرف الكثير عن التوجهات السياسية للجنرال منير، وتصفه وسائل الإعلام الهندية “بالجنرال الملا”، كناية عن “التزامه الصارم” بتعاليم الإسلام وحفظه القرآن الكريم. مما يجعل عدة جهات -بينها الهند- تتخوف من خلفيته الدينية، كما ورد في بعض وسائل الإعلام.
وربطت بعض وسائل الإعلام الهندية فترة رئاسته للمخابرات الباكستانية عام 2019 بتفجير بولواما بالهند في فبراير/شباط من العام نفسه، الذي أسفر عن مقتل 40 من أفراد الشرطة الهندية.
وهي فترة تصاعدت فيها التوترات بين باكستان والهند، وكان البلدان على وشك الدخول في حرب واسعة.