تقارير

“عزف نشيد جمهورية النمجاط”.. تداعيات الاحتفاء بمتمرد سوداني في موريتانيا

بالنسبة للحكومة الموريتانية فإن درافور منطقة سوادنية تتبع للسلطة المركزية في الخرطوم ممثلة في الجيش ومجلس السيادة. بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي استقبله الرئيس الغزواني بداية العام الجاري في نواكشوط.

ولكن حاضرة النمجاط تتبنّى موقفا مغايرا تماما، حيث استقبلت متمردا سودانيا بوصفه سلطانا لإقليم دارفور.

هذا المتمرد، هو محمد المختار النور علي دينار المستشار السياسي والقانوني لقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو.

وقد ظهر الرجل برفقة أبني الشيخ أياه عبد العزيزة والطالب بوي وأختهم العزة.

وقالت العائلة على صفحة ما تسمى الخلافة العامة للطريقة القادرية إنها استقبلت سلطان دارفور.

موقف الحكومة الموريتانية

ولم يتضح بعد موقف الحكومة الموريتانية إزاء إقدام أسرة صوفية على إسباغ صفات على شخصيات أجنبية تعارض موقف الدولة من صراع يجري في دولة عربية شقيقة.

وسبق للرئيس محمد ولد الغزواني أن استقبل استقبالا رسميا عبد الفتاح البرلهان في نواكشوط في يناير/كانون الثاني الماضي.

غزواني يستقبل البرهان في نواكشوط 13 يناير 2025

كذلك، لم يتضح بعد الهدف من وراء زيارة مستشار قوات الدعم السريع لأسرة آل الشيخ أياه، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي تموج بالتعليقات الرافضة لهذه الزياره.

وقد ركز البعض، على أن الزيارة تشكل انتقاصا من سيادة الدولة الموريتانية ومنازعة واضحة لها في حق إقامة العلاقات مع الدول.

لكن آخرين، وجدوا في الزيارة فرصة للتذكير بثروة آل الشيخ آياه وخضوعهم مؤخرا للتحقيق في مصادر هذه الثروة.

تحذيرات

وقال الناشط السياسي محمد محود ولد ابنيجارة إن “علي دينار لغز يستحق النظر يبدو أنه في الطريق ليكون شخصية روحانية بدلا من قائد جنجويد ومستشار لحميدتي ومتهم في مجازر دارفور”.

وحذر من أن يؤدي تساهل النظام الموريتاني مع هذه المسلكيات لجر البلاد لقلاقل لا داعي لها.

وقال الكاتب حبيب الله ولد أحمد إن ضيف النمجاط “متهم بأنه من أمراء الحرب وتحوم شكوك حول امواله الطائلة وولائه لدولة خليجية. يقال إنه مقرب من قائد ” الدعم السريع” وله ضلع فى بعض الأحداث الجارية فى السودان”.

 

ونبه إلى خطورة وصفه نفسه بسلطان دارفور “وهي منطقة حروب ومجاعات تركها عندما احتاجت إليه وذهب ينفق أمواله في تركيا والخليج واليوم يزور موريتانيا”.

وقال “نبهنا دائما إلى أن موريتانيا لا تحتمل أن تكون لديها دولة داخل الدولة، وأن ضعف الدولة المركزية يهدد بانهيار المشروع الوطني الموريتاني”.

أما الصحفي سيد أحمد الخضر فطالب بوضع حدود رسمية بين موريتانيا ودولة النمجاط، حتى تتفادى الحكومة مسؤولية الاحتفاء بالمتمردين وإطلاق عليهم صفات لا يستحقونها.

وتساءل الباحث بابا أحمد ولد أدي: كيف لهذه الأسرة أن تجاهر باستقبال تاجر حرب ومهرب مشهود له بأنه جزء من أعمال الإبادة بحق أهلنا في السودان؟. ماذا تريد الأسرة أو ماذا يراد بها؟.

وللفت الانتباه لخطورة الوضع. كتب محمد فال عبد الله ماذا لو سمح رئيس السودان البرهان بدخول قادة قوات متمردة على الجيش الموريتاني إلى العاصمة السودانية الخرطوم.  وسمح بإقامة حفلات العشاء والأماسي لهم”.

الجالية السودانية تندد

ووقق أنباء متداولة، عبر  رئيس الأمانة العامة للجالية السودانية في موريتانيا محمد الحسن العوني عن “استياء الجالية جدا من استضافة أسرة الشيخ آياه لقاتل ومشارك في إبادة السودانيين”.

وكانت أسرة الشيخ اياه استقبلت مؤخرا السفير الأميركي، بالتزامن مع اعتصام الموريتانيين أمام السفارة الأميركية تنديدا بدعم واشنطن المطلق للإبادة التي ترتكبها  إٍسرائيل في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى