حاليا، ترابط تعزيزات أمنية حول شركة الكهرباء وأمام مكتب الحاكم في كرو، وفي المدخل الغربي لقريتي انتاكات وتويقيدة.
وفي المقابل، يتجمهر الناس على جنبات طريق الأمل، ينادون بالإنصاف ويحرقون الإطارات. ويردون شعارات غاضبة من التضييق عليهم في الصيف، واستغلال قوة الدولة في ظلمهم، على حد قولهم.
فما أسباب هذا الغضب والتوتر؟
قبل أزيد من 10 سنوات، وفرت السلطات الكهرباء لقرى انتاكات وتوتيقيدة والحفرة والمشروع.
ويومها، قيل للناس إن الكهرباء هبة من الرئيس حينها محمد ولد عبد العزيز لسكان هذه القرى الفقراء في معظمهم.
وعمليا، أكدت الشركة مجانية الكهرباء، حيث لم تصدر فواتير للناس طيلة خمس سنوات متتالية.
ولم يكن الأمر مستبعدا، نظرا للتسهيلات التي تمنحها الدولة للقرى والأرياف من جهة. و من جهة ثانية لكون، مصدر هذه الكهرباء مشروع طاقة شمسية في كيفا ممول من الخارح لتعزيز صمود المدن الداخلية ووفق نزوح سكانها إلى نواكشوط.
لكن شركة الكرباء بدأت قبل 3 أعوام التأكيد على أن الكهرباء لم تكن هبة. وطالبت السكان بتسديد فواتير متراكمة، تصل مئات الألاف من الأوقية لبعض الأسر، وتزيد على المليون بالنسبة لأسر أخرى.
وغالبا، ما تختار شركة الكهرباء فترة الصيف، لإثارة هذا الموضوع، ولاحقا تقتضي تعليمات عليا بالتوقف عن مضايقة الناس.
وقبل يومين، بدأت الشركة قطع الكهرباء عن الناس في ظل الحر وندرة المياه. إلى جانب المشاكل الأخرى المستفحلة في هذه القرى الفقيرة.
فما هي مطالب السكان
بالنسبة للسكان، فإن الحل يكمن في واحد من أمرين لا ثالث لهما:
-
عفا الله عما سلف، استنادا لكون الكهرباء كانت هبة من الرئيس السابق. وفي هذه الحال ينبغي تزويدهم بعدادات جديدة على الصفر، وبالتالي يكون شهر أبريل الحالي بداية بيع الكهرباء لهذه القرى.
-
الحل الثاني، إحياء اتفاق، سابق مع الإدارة، يقضي بإضافة مبلغ 500 أوقية قديمة فقط على فاتورة الكهرباء. ما يعني أن الأسر ستدفع استهلاك كل شهر كامل ابتداء من أبريل الجاري، بالإضافة لمبلغ 500 أوقية قديمة يخصم من الديون المتراكمة.