تقاريرصحة

“شوهدت بالحدود”.. ما حقيقة بيع السلطات سيارة إسعاف هدية لمستشفى كرو؟

امبيريك ولد أنّ، تاجر في دولة الكونغو، تبرع بسيارة إسعاف للمركز الصحي في كرو، رغبة منه في مساعدة المرضى من أبناء مدينته، ولكنه صادف هذه السيارة قبل أيام في لكصر يستقلها رجل يقول إنه “اشتراها من وزارة الصحة”.

هذه القصة سال حولها مداد كثير في اليومين الماضيين، وصدر بشأنها بيان من الوزارة وتصريحات لاثنين من أعضاء البرلمان على الأقل.

تعود القصة لسنوات عندما قرر التاجر في الكونغو امبيريك مساعدة المرضى في كرو، حيث اشترى سيارة إسعاف من دبي وسدد رسوم جمركتها من حسابه الخاص، وقدمها هدية للمركز الصحي في المدينة.

يومها، أشاد المجتمع المدني بهذا العمل الخيري واعتُبر مثالا على تضامن المغتربين مع ذويهم، خصوصا وأن مدينة كرو كانت تشهد شكاوى من تعطل سيارة إسعاف المركز الصحي.

الدخول في النفق

لكن سيارة امبيريك لم تواصل خدمتها في مقاطعة كرو، فقد استدعيت لنواكشوط للصيانة، ويومها كان وزير الصحة المختار ولد داهي، وهو أيضا من أبناء مقاطعة كرو.

لم تعد السيارة من الصيانة. ووفق معلومات حصل عليها موقع “تحديث”، فإن السيارة شوهدت مرات في المناطق الحدودية ، ما يثير مخاوف من إمكانية استغلالها في تهريب المهاجرين غير الشرعيين.

ومؤخرا، صرح المتبرع بالسيارة بأنه عثر عليها صدفة في لكصر بنواكشوط، يستقلها رجل يدعي أنه اشتراها من وزارة الصحة.

يروي امبيريك أنه أصر على استعادة السيارة من الرجل، ولكن الأخير طلب منه التوجه معه لوزارة الصحة التي باعتها له، على حد قوله.

ووفق امبيريك، فإنه لم يتلق حتى الحين ردا واضحا من الوزارة حول نفي أو تأكيد بيعها لسيارة الإسعاف التي تبرع بها لصالح المرضى في مدينته.

بيان من الوزارة

وأمام تحول الموضوع إلى قضية رأي عام، أصدرت وزارة الصحة بيانا حول القضية، ولكن هذا البيان أثار المزيد من الشكوك واستخلص منه البعض إقرارا خجولا بالتصرف في السيارة.

قالت الوزارة في بيانها ،”نود أن نؤكد أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. السيارة لم تُبَع إطلاقا، بل هي حاليا في ورشة التصليح نظرا لحاجتها إلى استبدال المحرك.”

 وجاء في البيان أن السيارة كانت مخصصة للمركز الصحي في كرو، وقد تم إرسالها إلى الوزارة قبل حوالي ثلاث سنوات من أجل الصيانة والإصلاح.

 ويضيف أنه خلال تلك الفترة، تم تزويد المركز الصحي بسيارة إسعاف بديلة لضمان استمرارية الخدمة، بينما ضمت السيارة المتبرع بها “لأسطول سيارات الإسعاف التابع للوزارة، ليتم استخدامها وفق الاحتياجات الصحية”.

ونوهت الوزارة إلى “أن هذه السيارة، رغم أنها كانت هبة للمركز، إلا أنها أصبحت مملوكة لوزارة الصحة بصفتها الجهة الوصية، وبالتالي فإن الوزارة هي المخولة بتوظيفها وفقا لما يخدم المصلحة العامة”.

اعتراف بالاستحواذ

وتعليقا على هذا البيان، كتب النائب في البرلمان صداف ولد آد “يبدو أن الوزارة قد اعترفت باستحواذها على سيارة الإسعاف التي قد كان تبرع بها أحد رجال الأعمال للمركز الصحي بكرو حصرا.

ليضيف “وعسى ألا يصل هذا الاستحواذ حد ” تصرف المالك في ملكه ” حتى لا يشمل ذلك عملية البيع المذكورة”.

وبما أن “المتبرع حدد جهة تبرعه وهي المركز الصحي في كرو ، والوزارة سحبت السيارة لإصلاحها فقط و؛ ذاك الثاني عاد ينكالو اتبتيب”.

أما النائب عن مقاطعة كرو المختار ولد الإمام فقال “إن التوضيح غير موفق وغير دقيق. السيارة هي هبة حصرية لمركز كرو الصحي، تبرع بها أحد أبناء المدينة العاملين في جمهورية الكونغو، ووقد تعطلت منذ نحو ثلاث سنوات. وتم إرسالها من قِبل المركز إلى مصالح الوزارة لإصلاحها، لكنها لم تعد منذ ذلك الحين”.

وتابع “خلال الأسابيع الماضية، تم رصدها بحالة جيدة من قِبل عدة أشخاص، بمن فيهم المتبرع نفسه، وهي تسير بشكل طبيعي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى