
نواكشوط _ الخضر عبد العزيز
يتوافد السياح الأوربيون في هذه الفترة إلى شمال موريتانيا، وتحديدا إلى منطقة آدرار ذات التضاريس الجبلية القاسية والطبيعة الصحراوية الجافة، حيث تعد هذه المناطق الوجهة السياحية المفضلة لدى كثير من سكان القارة العجوز.
ومنذ عشرات السنين وموريتانيا تستقبل سنويا آلافا من السياح أغلبهم يتجه للمناطق الشمالية حيث توجد معالم سياحية ثقافية وبيئية كثيرة تزخر بها تلك المنطقة وتجذب السياح الأوروبيين إليها.
واستقبلت مدينة أطار خلال الموسم السياحي الحالي 5 رحلات مباشرة من أوروبا وفرنسا تحديدا بمعدل 130 سائحا أسبوعيا تقريبا وما زال التوافد متواصلا.
وينتظر سكان ولاية آدرار بفارغ الصبر تعافي قطاع السياحة، بعد ركود دام لنحو عقد من الزمن حيث هجرها السياح لأسباب أمنية بعد أن كانت تستقبل سنويا 20 الف سائح من أروبا.
ويترقب السكان انتعاشا اقتصاديا وحركة في السوق مع قدوم مزيد من السياح، حيث تزداد فرص العمل في مجالات عديدة مثل: صرف العملات والفندقة والمطاعم ووكالات السفر، والمرشدين السياحيين، والجمالة وتنتعش أسواق الصناعة التقليدية .
وتختلف ذائقة السواح الأوروبين باختلاف ثقافتهم فمنهم الباحث عن الجو الصحراوي الدافئ نسبيا بالمقارنة مع أجواء أوروبا في هذه الفترة، ومنهم الباحث عن الشواطئ العذراء، ومنهم المحب للسياحة الثقافية، وهم أساسا من كبار السن ومن رجال الثقافة والفن.
معالم تجذب السياح
تتميز موريتانيا بموقعها الاستراتيجي الرابط بين المغرب العربي وغرب إفريقيا واستقرارها السياسي والأمني وكذلك بثقافاتها المتعددة الضاربة في القدم، كم أن لديها مدنا تاريخية عريقة يمتد تاريخها لأكثر من 10 قرون.
ففي ولاية آدرار توجد مدينة شنقيط ومن أبرز معالمها منارة مسجدها الذي بني عام 645 م، وهو رمز موريتانيا التي يطلق عليها في المحافل العالمية.
وفيها مدينة وادان وتعرف بحصنها المنيع، ومكتباتها العتيقة ووديانها البهية، لذلك جاء اسمها تثنية واد، واد علم وواد تمر.
وقرب مدينة وادان تقع مملكةُ الجن كما يسميها البعض أو عين أفريقيا، وهي تكوينات صخرية ترى من الفضاء على شكل عين إنسان، يقدر قطرها بـ35 كيلومترا.
ومن بين الماعالم الأثرية مدينة آزوكي الذاكرة التاريخية -التي أسسها المرابطون في القرن الخامس الهجري والمرتمية في أحضان سلسلة جبال آدرار على بعد 8 كيلومترات من أطار.
صخرة “بن عمير” تعد ثالث أكبر متراصة صخرية في العالم، إذ يبلغ طولها 360 مترا، وتحتوي على نقوش أثرية ورسومات حيوانية تعود إلى عصور غابرة، وتبعد 100 كيلومتر من مدينة أطار المركزية، ومع أن طريقها وعرة فإنها تستحوذ على اهتمام السياح خصوصا المتسلقين وعلماء الآثار.
أنشطة ورحلات
خلال إقامتهم في موريتانيا تختلف أنشطة السياح حسب اختلاف أذواقهم وثقافاتهم، منهم مثلا من يفضل المغامرة في الرحلات الصحراوية على الجمال من آدرار إلى تخوم ولاية تكانت، ومنهم من يفضل السياحة الثقافية فيزورون شنقيط، ووادان، وتيشيت، وولاته المدن التاريخية المصنفة ضمن التراث العالمي في اليونسكو ويتجولون بين مكتباتها ومعالمها الأثرية.
ويتجول السياح في محلات الصناعة التقليدية ليقتنوا منها الهدايا لأفراد عائلاتهم، ويزورون المتاحف الأثرية، التي تنتشر بكثرة، ومنها متحف “أتويزكت” في أطار والذي يضم أكثر من 6 آلاف قطعة أثرية، وأخرى من المقتنيات البدوية الأصيلة.
وفي حديث مع الوكالة الموريتانية للأنباء يقول السائح الفرنسي (تيري آبدين) (Thierry ghabidine)، الأستاذ الجامعي في الإركولوجيا: “أنه زار موريتانيا لأول مرة سنة 1993، مضيفا أن قمة المتعة بالنسبة له تكمن في الترحال عبر ظهور الإبل في الصحاري الموريتانية الشاسعة والجميلة، مبينا أنه أنه جال في مختلف أرجاء البلد، بما في ذلك شنقيط و وادان، وانبهر بالثقافة المحلية بمختلف ما تحمله من عادات وتقاليد وعراقة وتنوع.
أما السائح الفرنسي، دانييل بولار، (Daniel polard)، فقد أكد للوكالة الرسمية “أنه جاء على متن الرحلة الخامسة القادمة من فرنسا كعادته منذ سنوات من أجل الاستمتاع بالصحراء الموريتانية، مشيرا إلى أنه قد سبق له زيارة شنقيط ووادان، مؤكدا إعجابه بثقافة المجتمع، وما يحمله من قيم الكرم واحترام الزوار.
وأشار إلى أنه يحمل ذكريات جميلة عن موريتانيا، من بينها زيارته لمدرسة قرية بوعبون بمقاطعة أوجفت، مؤكدا أنه مازال يحتفظ بصورة تذكارية له مع تلامذة هذه المدرسة.
وأوضح أنه زار كذلك منطقة بن اعميره، واعجب بتضاريسها، مشيرا إلى أنه جاء حاليا رفقة بعض الأهل والأصدقاء من أجل الاستمتاع بصحراء آدرار.