الرأي

رد على تصريح وزير المعادن والصناعة تيام تيجاني

 

الأستاذ: سيد الخير عمرو ..خبير اقتصادي 

 

سعادة الوزير

نشكر لكم توضيحكم حول تحديات تحويل خام الحديد إلى منتجات مصنعة بسبب نقص الطاقة، وإشارتكم إلى أن استثمار الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم” في الكهرباء قد يُحرفها عن مسارها الأساسي. ومع ذلك، أود أن أطرح وجهة نظر مختلفة حول هذا الموضوع.

إن توسع “اسنيم” خلال السنوات الماضية في إنشاء شركات تعمل في مجالات بعيدة عن تخصصها الأساسي قد أدى إلى تضييع فرصة دخولها المبكر في مشاريع القيمة المضافة لإنتاج الحديد. كان بالإمكان توجيه هذه الموارد نحو بناء بنية تحتية تضمن الاستفادة القصوى من الثروة المعدنية، من خلال تطوير سلاسل إنتاج الحديد المصنعة، بدلاً من الاكتفاء بتصدير المادة الخام.

اليوم، وفي ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه العالم، أضحى لزاماً على “اسنيم” التركيز على خلق قيمة مضافة للحديد، سواء من خلال شراكات استراتيجية أو عبر الاستثمار في التكنولوجيا المستدامة لتوليد الطاقة. هذه الجهود لا تسهم فقط في الحفاظ على الثروة المعدنية، بل تُعد وسيلة لخلق فرص عمل جديدة، وزيادة العائدات الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة.

كما أن انتظار اكتمال مشاريع النفط والغاز المستقبلية كحل وحيد قد يكون رهناً بالظروف الدولية وأسعار الطاقة العالمية، وهو ما يجعل ضرورة البدء بخطوات عملية صغيرة نحو التصنيع أمراً أكثر إلحاحاً.

نؤمن أن “اسنيم” بإمكانها أن تكون قاطرة التحول الاقتصادي لموريتانيا، من خلال إعادة النظر في استراتيجياتها والتركيز على المجالات التي تعزز دورها في تحقيق التنمية الوطنية.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى