تقاريرجاليات

حملات مبكرة وصراع محتدم قبيل انتخابات الجالية الموريتانية في أنغولا

تستعد الجالية الموريتانية في أنغولا منذ فترة لانتخابات مصيرية لاختيار رئيس جديد لإدارة شؤون الجالية ومكتبها بعد انتهاء مأمورية رئيس المكتب السابق للجالية محمد الأمين الداه.

الخضر عبد العزيز

وتكتسي هذه الانتخابات أهمية خاصة داخليا وخارجيا، إذ أنها ترتبط بإحدى أهم وأكبر الجاليات الموريتانية في الخارج، وأكثرها تأثيرا ومردودية على البلد اقتصاديا واجتماعيا.

وقبيل الانتخابات المرتقبة تشهد الساحات هناك حالات من الصراع والاستقطاب الحاد بين المتنافسين وداعميهم، في سباق مع الزمن لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الداعمين قبل حلول أجل الاقتراع الذي لم يحدد بعد.

وفي خطوة اعتبرها البعض سابقة لأوانها، أطلق بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي حملات واسعة للدعاية لمرشحيهم، بالتوازي مع زيارات ميدانية قام بها المرشحون للأسواق والولايات والوجهاء من مختلف المجتمعات.

حظوظ المترشحين

أول النترشحين:

كان رجل الأعمال الشاب محمد الأمين ولد عبد الله، المعروف ب”بدين”. أول المترشحين لرئاسة المكتب، ويحظى بدعم تحالف شبابي بارز يحمل اسم “أوفياء من أجل الجالية” ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي.

وينحدر محمد الأمين من ولاية لعصابة، وهو نائب لرئيس المكتب السابق الناهية ولايته، أغلب داعميه من الشباب والمدونين، حيث يسعى لتمكين الشباب والرفع من تمثيلهم في هيئات المكتب وإداراته.

 

وحظي “بدين” مؤخرا، بدعم رئيس الجاليات الإفريقية في أنغولا، شعيب مامادو أمباو الذي أعن انسحابه من سباق رئاسة الجالية الموريتانية في آنغولا.


وقال شعيب: إنه قرر الانضمام هو ومن معه لدعم المرشح الذي وصفه بالأنسب والأكثر تأهيلًا لخدمة الجالية، محمد الأمين عبد الله (بدين)، وأكد شعيب أنه يسعى لتعزيز التضامن بين أفراد الجالية والعمل لما فيه الخير للجميع.

ثاني المترشحين:

أما ثاني المترشحين: فهو رجل الأعمال اسلامة ولد الخضر، يحظى بدعم أعضاء المكتب السابق، وبعض الوجهاء وشخصيات بارزة من الجالية، من بينها رجل الأعمال ممود ولد السيد.
ويعد المرشح اسلامة الجالية الموريتانية  الذي سبق له أن ترأس مكتبها “بتأسيس مكتب جديد يرى فيه الجميع ذاته وجاليتنا مُتكاتفة ومُتحابة وستبقى كذلك إن شاء الله كُل ما يُشاع الآن هو حق أريد به باطل”

Screenshot

وبحكم سنه وسمعته بين أفراد الجالية وعلاقاته، انتهج المرشح اسلامة في حملته الدعائية نهجا تقليديا، فكانت حملته ذات طابع اجتماعي قبلي، فنظم زيارات ميدانية لبعض رؤساء ووجهاء القبائل والفصائل في الجالية.

وفي تصريح سابق قال رجل الأعمال ممود ولد السيد: “إن المُرشح اسلامة ولد الخضر لم يكن راغبا في الترشح لرئاسة مكتب الجالية لكن بعد جولة قمنا بها في أوساط الجالية كانت 90 في المائة منها تشير إلى ترشيحه وأرغمناه على الترشح لأنه فعلا الرجل المُناسب في المكان المُناسب”.

آليات الاقتراع

تشرف على الانتخابات لجنة مستقلة مكلفة بانتخاب رئيس لمكتب الجالية، وقد أعلنت هذه اللجنة سابقا أنها بالتعاون مع ممثلين عن كل مرشح، تعمل على وضع اللمسات النهائية لآلية الانتساب اللازمة للتصويت على المناديب.

ولم تُعلن اللجنة بعد عن التفاصيل المتعلقة بعملية الانتساب وآليات لاقتراع لانتخاب رئيس للمكتب.

ولم تتفق الجالية بعد على آلية الانتخابية محددة، حيث يؤيد البعض التصويت على مناديب عن الجاليات في مختلف الولايات كمرحلة أولى تمهيدا لاختيار الرئيس الجديد بتصويت المناديب كما كان متبعا في السابق.

بينما يطالب آخرون بالتصويت المباشر على الرئيس، وإشراك جميع أفراد الجالية في عملية التصويت لاختيار المكتب الجديد، تعزيزا لمبدأ الديمقراطي وحرية التعبير ولمنح الشباب الطامح للتغيير فرصة جدية وحقيقية.

Screenshot

وبالرغم من هذه الوضعية الحساسة التي لم تحسم بعد فإن ذلك لم يمنع الأطراف المتنافسة من النزول إلى الميدان وبدء حملة مبكرة سابقة لأوانها في ا لأسواق والمدن والأحياء والمنازل.

وفي انتظار الاتفاق على ألية انتخابية لتنظيم اقتراع شفاف، يبقى الأمل والتفاؤل ماثلا بين أفراد الجالية في أن تسير الأمور بشكل طبيعي وفي جو ديموقراطي تسوده الألفة والمحبة والتنافس الشريف، لاختيار الرئيس الأمثل والأقدر على خدمة الجالية الموريتانية في الأراضي الأنكولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى