
في 11 فبراير من عام 2007، حلت الشيخة موزا بنت ناصر المسند في مدينة بوتلميت بعمق صحراء موريتانيا، لتدشين مستشفى حمد بن خليفة الذي أصبح عنوانا للتكفل بالمعوزين وإنقاذ ضحايا حوادث السير.
بوتلميت- حسام الخلف
في حي الجديدة بالضاحية الجنوبية من مدينة بوتلميت العريقة، يتخذ مستشفى حمد بن خليفة موضعا متميزا كمنشأة صحية باتت قبلة لساكنة المدينة ومحيطها بل وحتى من ولايات الوطن الشرقية.
ومنذ أن رأى النور قبل 18 عاما، ظل المشفى القطري قبلة للذين لا يقدرون على تكاليف الرحلات الاستشفائية نحو العاصمة نواكشوط.
يقدم المستشفى خدمات لمناطق وولايات مكتظة بالسكان من قبيل: ترارزة ولبراكنه وكوركول وغيديماغا.
أجنحة وتخصصات
ويضم عدة أجنحة تتوفر فيها أغلب التخصصات المطلوبة والتي يكثر عليها الطلب من المرضى والمراجعين.
عمدة مدينة بوتلميت المختار عبد الله آميجن، يقول لموقع “تحديث” إن المستشفى يكتسي أهمية خاصة لكونه يخدم مناطق مكتظة بالسكان ويقع على طريق الأمل المعروف بكثرة الحوادث الخطيرة.
ويضيف أن هذا المستشفى يقدم العديد من الخدمات التي لا تتوفر في المستشفيات الموريتانية الواقعة خارج العاصمة نواكشوط.
ويلفت العمدة إلى أن المستشفى القطري يتكفل بـ 2500 فقير حيث يقدم لهم خدماته بالمجان، بمعنى إعفائهم من الرسوم التي يسددها بقية المرضى والمراجعين.

أيضا، ينوه العمدة إلى أن المستشفى يساهم في الحد من مستوى البطالة في مدينة بوتلميت، نظرا لفرص العمل التي توفرها المنشآت المرتبطة به.
يذكر أن المستشفى بدأ العمل 2007 بأقسام: الحالات المستعجلة، الاستشارات الخارجية، الجراحة، الولادة، المختبر، والصيدلية قبل تدعيمه عام 2009 بأقسام: طب الأطفال، الأمراض الباطنية وطب الأسنان.
وفي عام 2014 اقتنى المستشفى معدات مكنته من افتتاح قسم لجراحة العظام والجراحة الباطنية ليصل لطاقة استيعابية بلغت 67 سريرا.
المستشفى تبناه مكتب الشيخة موزا، وبعد تحويله لاحقا “لمؤسسة التعليم فوق الجميع”، أسندت إدارته عام 2012 للهلال الأحمر القطري الذي يشرف عليه وإلى اليوم.
يتحمل الهلال الأحمر القطري كل التكاليف بشكل منتظم من أجور العمال والموظفين واقتناء الأجهزة والمعدات والأدوية.
فرق إنقاذ متنقلة
يعتبر أول مستشفى في البلاد –حسب القائمين عليه- يقيم نقاطا متنقلة تعمل خلال ال24 ساعة على مسافة 50 كلم في الاتجاهين شرقا وغربا على طريق الأمل في مسعى للتدخل السريع، لإنقاذ أرواح ضحايا حوادث السير وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
كذلك، كان المستشفى القطري سباقا في مجانية الحالات المستعجلة والنقل الطبي عبر سيارات الإسعاف نحو العاصمة نواكشوط.
يتوفر المستشفى على مصلحة للشؤون الاجتماعية تتكفل بالمرضى من الفقراء والمعوزين ومعدومي الدخل.
ولا تقتصر خدمات مستسقى حمد على بوتلميت فقط بل بات قبلة لساكنة الولايات الأخرى والمناطق المحاذية الذين وجدوا فيه العناية والاهتمام بالمرضى، وفق محمد ولد مزوك، وهو أحد سكان المدينة.
في حديثه لموقع “تحديث”، يلفت ولد مزوك إلى أن مستشفى حمد لعب دورا هاما في الحد من وفيات ضحايا السير من خلال فرقه التي تتدخل فورا لإسعاف جرحى الحوادث على طريق الأمل. “بعد أن كان البعض منهم يموت في الطرق نتيجة للنزيف وانعدام سيارات الإسعاف”.
يلاحظ ولد مزوك أيضا أن مستشفى حمد ساهم في إحياء “حي الجديدة” الذي يقع فيه، حيث ازداد الطلب على القطع الأرضية وكثرت فيه المحلات التجارية “نظرا لإقبال الناس على هذه المنشأة الهامة”.
وتطمح إدارة المستشفى لتوسعته وجعله مرفقا صحيا بمعايير ومواصفات فنية عالية وقدرة استيعابية أكبر، بعد وعود من الهلال الأحمر القطري بتمويل المشروع.
ويتمنى عبد الله آميجن توسعة المستشفى وتزويده ببنك دم وجهاز الرنين المغناطيسي، إلى جانب تخصصي المسالك البولية وجراحة الأطفال.
فرق إنقاذ متنقلة


