
انتقادات كبيرة وجهت لمهرجان مدائن التراث الذي نظم هذا العام بمدينة شنقيط التاريخية، لم تكن الانتقادات من المدونين وحدهم بل مسؤولون حكوميون ورؤساء منظمات ومحامون تباينت وجهات نظر هؤلاء حول فشل المهرجان رغم الميزانية الضخمة التي رصدت له.
أخطاء بروتوكولية ومشاركات خادشة للحياء:
رئيس المنظمة العربية للثقافة والعلوم (آليسكو) الدكتور محمد ولد أعمر طالب بتفعيل دور لبروتوكول واكتتاب مجموعة من الشباب متعددي اللغات وتكوينهم وتدريب كبار المسؤولين وتعيين متخصصين في لبروتوكول في الوزارات والسفارات مؤكدا أن هذا سيساهم في إعطاء الصورة التي تليق بهيبة الدولة وأصول التعامل.
المدير الجهوي للتهذيب وإصلاح النظام التعليمي علي اكريكيد قال إن هذه النسخة هي أسوأ نسخة من مهرجان مدائن التراث وأنها قد فشلت فشلا ذريعا على مستوى التنظيم والمحتوى والبرنامج.
وأضاف ولد اكريكيد إن كل جوانب هذه النسخة شهدت فوضى عارمة منها التعتيم على المسطرة الثقافية وعلى الجهات التي يفترض أنها المسؤولة عنها
أما السهرات الفنية فقد وصفها بأنها شهدت أخطاء قاتلة في أبسط أساسيات ومبادئ “لبروتوكول” منها استدعاء شعراء مستهلكين على حساب شعراء الحداثة والتراث بالإضافة لاستدعاء محاضرين غير مقنعين على حساب أهل البحث والتأصيل والفكر ،والسماح لمشاركات لاتمت للتراث بصلة بل يظهر بعضها خادشا للحياء شكلا ومضمونا.
رئيس قسم التحقيقات الاستقصائية بجريدة الأهرام المصرية أيمن السيسي كتب تدوينة على حسابه على فيس بوك عنونها ب “مهرجان موريتانيا.. فساد بين أحلام الرئيس وجهود الوزير” شن فيها هجوما على منظمي المهرجان ووصفهم بالعمل ضد توجيهات الرئيس.
وأضاف السيسي إن ترتيبات المهرجان سحق فيها السفراء من الازدحام وأهين كبار المدعوين الذين تم استقبالهم في بيوت متواضعة لاتليق سمعوا من أصحابها أن الموظفين منحوهم مالا ضئيلا مقابل الاستضافة وهذا حسب السيسي هو مادفع رئيس المنظمة العربية للثقافة والعلوم محمد ولد أعمر لانتقاد عدم وجود متخصصين في لبروتوكول.
وبخصوص ميزانية المهرجان قال السيسي إنه كان بإنفاق القليل منها نفخ الروح في هذه المدن من خلال استحضار ثقافتها وعلومها الفقهية والتراثية وإرهاصات التجديد الفقهي ونشره كإنتاج فقهي ميز هذه المدن ،وترميم آلاف المخطوطات الثمينة والنادرة وحفظها من الضياع.
لبروفوسير الذي ترك على قارعة الطريق:
كتب الصحفي الحسن لبات تدوينة على حسابه على فيس بوك تتحدث إهانة عالم الآثار لبروفوسير بيرنار سيزون الذي تم استدعاؤه للمهرجان واعتذر وبعد إلحاح من المنظمين قبل الدعوة، بعد وصوله إلى نواكشوط صباح الجمعة الساعة الواحدة صباحا لم يجد أحد في استقباله وعند الساعة الثالثة طلب منه أفراد الشرطة مغادرة المطار والانتظار في الخارج.
وأضاف ولد لبات في تدوينته إنه في حدود الساعة التاسعة صباحا هاتف لبروفوسير سيزون صديقه لبروفوسير عبدالودود ولد الشيخ الذي هاتف أحد أصدقائه ليتوجه للمطار لأخذ الضيف، أخذه في سيارته واتصل بموظفي الوزارة وبعد خامس اتصال استقبله الموظف وأمره بالذهاب إلى فندق موريسانتر..
في النهاية وصل أحد موظفي الوزارة وأخبر لبروفوسير بأن الطائرة المتوجهة إلى آدرار ستقلع صباح السبت وعليه أن يكون في بهو الفندق الساعة السابعة صباحا وأنه سيتولى شخصيا نقله إلى المطار.
وفي الساعة الثامنة والنصف جاء الموظف ليعتذر للبروفوسير بأنه استيقظ للتو بسبب التعب أما الطائرة فقد غادرت لكن السيارات متوفرة.
لكن لبروفيسور اعتذر عن السفر برا بسبب التعب وأن كلما يريده هو العودة إلى فرنسا ،وفي المساء هاتفه قائلا إنه عجز عن حجز أي رحلة وعليه انتظار رحلة الإياب 17 ديسمبر .
شعراء لم يحصلو على مستحقاتهم :
كتب الشاعر الموريتاني البو محفوظ عدة تدوينات على صفحته ينتقد فيها تأخر دفع الوزارة لمستحقات الشعراء الذين شاركوا في النسخة الماضية من مهرجان مدائن التراث وذكر من بينهم الشاعر محمد المصطفى العربي والشاعر دامين سلي والشاعر محمد مولود أحمدو والشاعر الأمين الطالب محمد.
أما الأديب محفوظ عبو فقد كتب أنه كذب عليه في نسخة شنقيط الماضية ونسخة وادان واعتذر عن النسخة الماضية في ولاته و”حلف” عن النسخة الحالية في شنقيط.