تحقيقات

وثائق تكشف: المعهد العالي اشترى سيارة مستعملة ب19 مليونا

سيارة من نوع تويوتا برادو مستعملة لمدة 8 سنوات، أعطيت صفقة شرائها لشركة تعمل في تجارة المنتجات الصحية، وتم نقل ملكيتها عن طريق مكتب توثيق في أطار، وأنفقت مؤسسة المعهد من ميزانيتها 19116800 مقابل الحصول عليها.

حصل موقع تحديث على وثائق خاصة حول عملية اقتناء سيارة لصالح المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية من نوع تويوتا برادو عمرها 8 سنوات تم شراؤها بقرابة 20 مليون أوقية قديمة من ميزانية المؤسسة.

و تفيد الوثائق أن شركة الأشغال وتجارة المنتجات الصحية  “Etcps” تم اختيارها لشراء سيارة للمعهد في ظرف 10 أيام فقط.

مبلغ السيارة 19 مليون و900 الف
مؤسسة ETCPS هي التي منحت لها صفقة السيارة بمبلغ يفوق 19 مليون أوقية قديمة

وقد تم فتح العروض في يوم 30/5/2024، وهونفس اليوم الذي تم فيه اختيار مؤسسة التوريد.

وحسب الوثيقة قإن تسليم السيارة يكون بعد 10 أيام من تاريخ الإسناد الذي كان يوم 5/6/2024.

ولم تحدد الوثيقة نوعية السيارة ولا مواصفاتها وإنما اكتفت بذكر المبلغ الذي يصل إلى 19116800. قديمة.

سيارة منتهية العمر

وتختلف البلدان والدول في تحديد العمر الافتراضي للسيارات، فمن الشركات من تعطي ضمانا على عمر السيارة بناء على معيار عداد الكيلومتر. ومنها من تعتمد على السنوات.

وغالبية الشركات العالمية تعتبر السيارة منتهية العمر الافتراضي إذا تجاوزت 5 سنوات، أو قطعت 100 ألف كيلو.

وحسب رسالة وقعها أ.د. أحمد اباه سيد أحمد المدير العام للمعهد العالي، موجهة لمدير النقل البري يطلب فيها ترقيم السيارة. فإنه كشف من خلالها عن مواصفات المركبة مبينا أنها من طراز تويوتا برادو صنع 2016.

واستنادا إلى رقم سلسلة الطراز JTEBR3FJOOK027361(chassis) ( رقم الشاصي) الذي كشف عنه المدير في الرسالة الموجهة لوزارة النقل، تتبع موقع تحديث مسار السيارة من خلال موقع carsbat.com العالمي المتخصص في تحليل بيانات السيارات الجديدة والمستعملة في مختلف البلدان.

ومن خلال المعلومات التي عرضها الموقع فإن السيارة مضى على صناعتها 8 سنوات وتم بيعها في بلجيك في الثاني من فبراير 2024 بمبلغ 21500 يورو. أي قرابة 9 ملايين أوقية قديمة.

لكن رد من سعرها 37% نتيجة لأعطاب ميكانيكية، وأصبح سرعها في حدود 5 ملايين أوقية قديمة.

سيارة المعهد
سيارة المعهد الحالية وبياناتها وأعطابها قبل أن تصل لموريتانيا

وحسب بيانات الموقع فإن السيارة عمرها الافتراضي قد انتهى إذ قطعت زيادة على 218 ألف كيلومتر. وتشير بيانات الموقع إلى أنها بيعت وبها أعطاب وأعطال.

استفهام حول المؤسسة

وتذكر وثيقة صفقة السيارة  أن المعهد العالي فتح مجال الترشح للمنافسة على الصفقة في 30/5/20024. وتم اختيار شركة ETCPS لتنفيذ عملية الشراء لصالح المؤسسة.

وعند الرجوع إلى السجل الضريبي للشركات تبين من خلال الرقم الضريبي المعتمد عند وزارة المالية الموريتانية أن الشركة تعمل في مجال الأشغال وتجارة المنتجات الصحية.

الرقم الضريبي للمؤسسة
حسب إدارة الضرائب الموريتانية فإن الشركة التي أعطيت لها صفقة السيارة تعمل في الأشغال وتجارة المنتجات الصحية

تنازل من مجهول

ولم يتوصل موقع تحديث لوثيقة تثبت أي مراسلة بين “مؤسسة الأشغال وتجارة المنتجات الصحية” وإدارة المعهد العالي حول هذه الصفقة.

لكن المدير العام للمعهد أرفق في رسالته الموجهة لوزارة النقل إفادة ملكية للسيارة صادرة من مكتب ثوثيق الأستاذ محمد سالم ولد محمد عبد الله الكوري موثق عقود رقم 2 في أطار ومحل الإقامة نواكشوط.

وتفيد الوثيقة بأن ملكية السيارة انتقلت لإدارة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، لكنها لم تذكر الجهة التي باعت أو تنازلت للمعهد.

الجدوائية

وفي الوقت الذي ينفق فيه المعهد من ميزانيته قرابة 20 مليون على شراء سيارة يتساءل المهتمون عن الجدوائية من إعطاء الأولوية لاقتناء السيارات في ظل إضراب للطلاب بسبب تأخر المنح وعدم توفير النقل. بالإضافة إلى تذمر الأساتذة والعمال من تأخر للمستحقات.

وتأتي هذه الحادثة في ظل أزمة مالية متراكمة يعانيها المعهد، وتهم تلاحق إداراته المتعاقبة على سنوات تتعلق بالفساد الإداري والمالي، والالتفاف على حقوق الأساتذة والمراقبين ومنح الطلاب.

وسبق لولد إباه أن تولى إدارة المعهد العالي 4 سنوات ما بين نهاية عام 2010 وأواخر ،2014.وذكرت مصادر صحفية أنه أقيل من منصبه بعد إضرابات متواصلة للطلاب.

ويشار إلى أن المعهد كان يمتلك سيارتين، وتم بيعهما للمدير العام والمدير المساعد قبل 10 سنوات أيام كان المدير الحالي مديرا عاما للمؤسسة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى