فاغنر تخطف موريتانيين من أرضهم.. هل سيرد الجيش الصاع بصاعين؟
تطابقت الأنباء الوارة من الحوض الشرقي يوم أمس الثلاثاء باختطاف عدد من المواطنين من أرضهم على يد مرتزقة فاغنر الروسية العاملة مع الجيش المالي.
واختلفت الأقوال بشأن عدد المخطوفين. ففي الحين الذي أكد المتابع للوضع الميداني محمد الأمين حنن وصول المخطوفين إلى 17 شخصا. توصل موقع تحديث إلى صوتيات لأحد الناجين من الاعتقال قال فيها إن عدد المخطوفين يصل إلى 30 شخصا.
ووفقا لروايات شهود العيان، فإن قوات فاغنر توغلت في الحدود الموريتانية. حيث دخلت قرية لغظف التابعة لمركز فصالة الإداري، وقامت بإطلاق كثيف للنيران الأمر الذي أثار الرعب بين السكان.
وأثارت حادثة الأمس سجالا وامتعاضا بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي. وأعادت للأذهان جرائم سابقة لقوات فاغنر والجيش مالي في حق المواطنين وحرمتهم، والوطن وسيادته
اعتداءات متكررة
ففي السابع من أبريل/نيسان من العام الحالي. دخلت قوات من الجيش المالي مصحوبة بعناصر من مجموعة فاغنر الروسية إلى الأراضي الموريتانية الواقعة قرب الحدود مع مالي. وخاصة قرية “مد الله” وأطلقت النار على السكان. فأثار ذلك موجة من الاستياء داخل الأوساط السياسية والأمنية في موريتانيا.
ومنذ بداية عام 2023 والجيش المالي يقوم بانتهاكات، وينفذ جرائم بحق المواطنين الموريتانيين. ففي يناير/كانون الثاني 2023 قتلت القوات المسلحة المالية 7 رعاة موريتانيين، وخرجت مظاهرات حاشدة في مقاطعة عدل بكرو بولاية الحوض الشرقي طلبا للأمن والحماية.
وفي مارس/آذار من نفس العام قتل عدد من الموريتانيين داخل الأراضي المالية. الأمر الذي جعل نواكشوط تستدعي سفير باماكو المعتمد لديها وتبلغه بالاحتجاج.
وعود بالأمن
وبعدما دخلت قوات فاغنر إلى قرية مد الله الواقعة ضمن الحدود الموريتانية في أبريل/نيسان الماضي. وصلت على الفور كتيبة من القوات المسلحة وطمأنة السكان وقالت إن الدولة قادرة على حمايتهم وعليهم الشعور بالأمان.
وتعليقا على ما حدث من انتهاك سيادة الدولة، قالت الحكومة الموريتانية في نواكشوط إن قوات فاغنر دخلت البلاد عن طريق الخط. وأكد الوزير الناطق باسم الحكومة وقتها الناني ولد اشروقه “إن الجيش الموريتاني سيرد الصاع صاعين لمن حاول دخول الأراضي الموريتانية عن قصد.
وفي حملته الرئاسية الأخيرة، وعبر مهرجان جماهيري كبير في ولاية آدرار بالشمال الموريتاني، قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إنه لا ينصح أي جهة داخلية أو خارجية بمحاولة اختبار ردة فعل جيشه في حالة ما إذا تم الاعتداء على الأمن الوطني.
وأكد الرئيس ولد الغزواني في مهرجانه الانتخابي أن كل شيء يمكن أن يتغاضى عنه إلا زعزعة الاستقرار الذي تنعم به بلاده.
ويذكرأن موريتاينا قامت بمناورات عسكرية في ولاية الحوض الشرقي قرب الحدود مع مالي خلال شهر مايو/أيار من العام الجاري.
كما أعلنت في شهر يونيو/حزيران 2024 عن تعزيز قدرات قواتها الجوية والبرية والبحرية بأنواع متطورة من العتاد العسكري.
مطالبة بالتدخل
وعبر وسائط التواصل الاجتماعي، استنكر العديد من الفاعلين عدم تدخل السلطات الموريتانية أو تعليقها على ما حدث.
وفي تدوينة له على صفحته في فيسبوك كتب النائب البرلماني محمد الأمين ولد سيدي مولود إن قوات فاغنر اخطتفت ستة موريتانيين قرب باسكنو.
وقال النائب إنه يذكر النظام بالتزامات الرئيس الموريتاني في مدينة النعمة بخصوص الدفاع عن البلد والشعب.
وأصدرت رابطة شباب باسكنو نداء عاجلا موجها إلى السلطات، من أجل التدخل العاجل لإنقاذ المواطنين الموريتانيين الذين تم اختطافهم.
ويشار إلى أن العلاقات بين نواكشوط وباماكو تشهد فتورا ملحوظا بسبب تباين وجهات النظر في كثير من الملفات المتعلقة بمنطقة الساحل.