10 محطات بارزة في حكم بشار الأسد
استيلاء المعارضة السورية على دمشق يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول والفرار المعلن للرئيس بشار الأسد بعد 24 عامًا من الحكم مثّل نقطة تحول لسوريا.
وفي ما يلي 10 محطات بارزة لنظام “طاغية دموي”، كما وصفته صحيفة لاكروا الفرنسية.
17 يوليو/تموز 2000 خلافة حافظ الأسد
أدى بشار الأسد اليمين الدستورية أمام البرلمان، إذ عُيّن رئيسا عقب استفتاء (97.29%) تم تنظيمه بعد شهر من وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم سوريا دون منازع 30 عامًا.
منذ العاشر من يونيو/حزيران، يوم وفاة أبيه، قام البرلمان بتعديل الدستور لخفض الحد الأدنى للسن المطلوب لتولي المنصب الأعلى، وهو تعديل مصمم خصيصًا للخليفة الشاب الذي ولد في عام 1965 ولم يكن يبلغ آنذاك إلا 34 عامًا، ليصبح بشار القائد الأعلى للقوات المسلحة والرجل الأول في حزب البعث الحاكم.
26 سبتمر/أيلول 2000: “ربيع دمشق”
دعا 100 من المثقفين والفنانين السلطات في دمشق إلى “العفو” عن السجناء السياسيين ورفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ عام 1963.
ومن سبتمبر/أيلول 2000 إلى فبراير/شباط 2001، بدأ الانفتاح بفترة من حرية التعبير النسبية، لكن اعتقال 10 معارضين في صيف عام 2001 وضع حدا “لربيع دمشق” القصير.
14 فبراير/شباط 2005: خروج القوات السورية من لبنان
اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في هجوم ببيروت، واتهمت المعارضة المناهضة لسوريا السلطات اللبنانية والسورية بالمسؤولية عن ذلك وطالبت بانسحاب القوات السورية المتمركزة في لبنان منذ عام 1976.
نفت دمشق أي تورط لها، ولكن تحت ضغط من المجتمع الدولي -فرنسا والولايات المتحدة على وجه الخصوص- غادر آخر الجنود السوريين لبنان في 26 أبريل/نيسان بعد 29 عاما من وجود عدّه العديد من اللبنانيين احتلالا.\
6 أكتوبر/تشرين الأول 2005: “إعلان دمشق”
أطلقت المعارضة، التي كانت منقسمة حتى ذلك الحين، “إعلان دمشق” الذي دعا إلى “التغيير الديمقراطي الجذري” وأدان “النظام الشمولي والطائفي”.
وقد تمخض عن ذلك مزيد من القمع وحظر السفر والاجتماعات، وفي نهاية عام 2007 شنت السلطات حملة اعتقالات ضد معارضين علمانيين تحركوا للمطالبة بمزيد من الديمقراطية.
15 مارس/آذار 2011: قمع دموي للثورة الشعبية
بدأت ثورة شعبية في سوريا في أعقاب انفجار الربيع العربي الذي أدى بالفعل إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في تونس والرئيس حسني مبارك في مصر. لكن النظام السوري قمعها بوحشية وفي أبريل/نيسان، اتخذت الاحتجاجات طابعًا راديكاليا واتسع نطاقها.
وشنت الحكومة حربًا على المتمردين الذين وصفتهم بأنهم “إرهابيون يتم التلاعب بهم” من قبل الأجانب، وفي عام 2012 دخلت الأسلحة الثقيلة حيز التنفيذ، بما في ذلك الطائرات القاذفة.
2013: إيران وروسيا تساعدان النظام
في عام 2013، اعترفت حركة حزب الله اللبنانية القوية بالتزام قواتها بالقتال إلى جانب دمشق. وأصبحت إيران، التي يهيمن عليها رجال الدين الشيعة، الحليف الإقليمي الرئيسي، علما أن بشار الأسد ينتمي إلى الطائفة العلوية التي تمثل 10% من السكان في حين أن غالبية سكان سوريا هم من المسلمين السنة.
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2015، شنت روسيا، الحليف المخلص للنظام، حملة عسكرية مكثفة لمساعدة الجيش السوري الذي كان على وشك الانهيار، وقد مكّن تدخل موسكو النظام من تحقيق انتصارات إستراتيجية على الثوار والجهاديين.
وتم إعلان هدنة في مارس/آذار 2020 بعد اتفاق روسي تركي، لكن البلاد ظلت فريسة لتفجيرات وأعمال جهادية متفرقة
26 مايو/أيار 2021: الولاية الرابعة
أُعيد انتخاب بشار الأسد لولاية رابعة، على نحو غير مفاجئ، بنسبة 95.1% من الأصوات. وبحسب رئيس البرلمان، بلغت نسبة المشاركة 75.64%. وهذه هي الانتخابات الرئاسية الثانية منذ عام 2011.
وتجاهلت المناطق الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال شرقي البلاد التصويت؛ تمامًا مثل آخر معقل كبير للمعارضة في إدلب شمال غربي البلاد، التي يسكنها نحو 3 ملايين نسمة.
وهكذا اتضح أن سوريا انقسمت إلى 4 مناطق معادية لبعضها بعضا: الأغلبية تحت سيطرة بشار الأسد، والشمال الغربي تحت سيطرة المعارضة المسلحة التي تهيمن عليها هيئة حياة تحرير الشام، والشمال الشرقي الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية وهو تحالف يهيمن عليه المقاتلون الأكراد، والمناطق الشمالية من قبل الحركات المدعومة من تركيا.
19 مايو/أيار 2023: العودة إلى الساحة الدبلوماسية العربية
بعد أيام قليلة من إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية، شارك بشار الأسد في 19 مايو/أيار 2023 في أول قمة له لهذه الهيئة منذ أكثر من عقد من الزمن. ومثل ذلك عودته إلى المشهد الدبلوماسي العربي الذي استبعد منه عام 2011 بعد قمع الانتفاضة الشعبية.
15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023: صدور مذكرة اعتقال دولية
أصدر القضاء الفرنسي مذكرة اعتقال دولية بحق بشار الأسد، للاشتباه في تورطه في جرائم ضد الإنسانية بسبب الهجمات الكيميائية التي ارتكبت عام 2013 في سوريا.
وفي اليوم التالي، أمرت محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة في الأمم المتحدة، سوريا بوضع حد للتعذيب والمعاملة القاسية والمهينة.
8 ديسمبر/كانون الأول 2024: سقوط دمشق وهروب بشار الأسد
وبعد11 يومًا من هجوم خاطف، أعلن مقاتلو المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الاستيلاء على دمشق، لكن بشار الأسد وجد الوقت الكافي ليطير في اللحظة الأخيرة إلى وجهة كانت مجهولة قبل أن تعلن موسكو أنها منحته اللجوء السياسي.