إلى السيد وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي.. رسالة عاجلة بقلم .د. محمد الحسن اعبيدي
بعد حمد الله الذي يعز من يشاء بملكه @ ومن يشاء يذل بتدبيره.
و صلى وسلم على نبيه محمد أسخى من بذل وأعز البشر بالمحتد الفرعي والأصلي.
سلام على من اتبع الهدى @ وجعل الإصلاح طريقة ومنهجا وسلوكا وعملا مرشدا ومقتدى@ تنفيذا لأمر التكليف الذي به حملتم الأمانة وأسندت إليكم وزارة لها التوجيه والرقابة@ والحماية و الصيانة @ .
وهي مسؤولية و أمانة@ وما أعظمها من مسؤولية و أمانة@ يتوقف عليها ضبط الفعل البشري بمقتضيات الخطاب التكليفي .
فكل تفريط وغش وتدليس في التطبيق والتبلبغ لمقتضى التكليف تعود المسؤولية فيه للوزارة بمؤسساتها الراعية للخطاب الديني المنبري @ بشقيه : التعليمي والإرشادي و لمؤسساتها الأكادمية المؤطرة تكوينا وإنتاجا للخطاب الديني النخبوي @ .
والتي أراد لها منشئوها أن تكون استمرارا للسفارة العلمية وتمـثُٓلا معاصرا للمحظرة ، فرادة وموسوعية وثراء ، يعكس التعدد الثقافي والعرقي لمكونات مجتمعها.
لكن الواقع عكس ذلك فقد انحرفت هذه المؤسسات عن المحجة متنكبة السير مع المنظومة القانونية الحاكمة لمؤسسات التعليم العالي في وسطها المحلي ومحيطها الأقليمي .
فصارت مسخا يمشي مكبا على وجهه وعين لقفاه وأخرى بها حـوٓلً لا تكاد تتمايز أمامها الأشياء لتبني عليها تصورا يمهد لحقيقة الواقع الذي تسير فيه فتخطو ظنا أنها تسير على الطريق التي يسلكها معاصروها ولو بعرج ثم تقع في منحدر غير سالك فتعود من حيث أتت بمشية الغراب الذي حاول محاكاة أناقة طائر “الرخمة”. فلم يستطع ونسي مشيه الأصلي الطبيعي.
نموذج هذا الواقع المؤلم أعيشه في مؤسستي التي اكتويت بحبها يافعا حين عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى وتعذبت بمعاناتها كهلا حٓرٓضا .
يتألم لسياط الانتقادات التي توجه لها في المكاتب والمحافل والصالونات لسهولة الانتساب لها تعلما وتعليما وسهولة الخروج منها .
فمضرب المثل عند العامة لمن عجز عن الحصول على الشهادة: عليه بالمعهد العالي ومن انسدت أمامه فرص التوظيف فلينسج علاقة مع نافذ بالوزارة أو الإدارة و سيصبح أستاذا بأعلى رتبة وتسند له مادة ولو كان لا يستطيع تهجي اسمها ولا يٓبِين من مفرداتها ولا يهتدي في مصادرها ولا مراجعها.
أتذكر مرة أني خرجت من القاعة لحضور أجتماع للأساتذة مع المدير فوجدت أمامي طالبا كان معي في القاعة فهمست في أذنه قائلا هذا اجتماع خاص بأساتذتك فرد علٓي نٓجِيا انا أستاذ مثلك فصرت أمازحه الأستاذ الطالب .
وهذا مقبول في نظام المعيد للخريجين بمرحلة التحضير للشهادات العليا ليتمرنوا على طرق التديرس لو كان الطالب كذلك.
سيدي الوزير
مثل هذا المؤسسة تحتاج لإعادة تأسيس حقيقي بإرادة جادة صادقة وتٓدٓخًل عاجل قبل أن يشرع في مدرسة دكتوراه التي لا توجد بالمؤسسة بنية أكاديمية بحثية صحيحة غير مزورة لاحتضانها إشرافا وتأطيرا.
بهذه المؤسسة خمس وحدات للماستر خارجة على نظم التعليم العالي بالمعايير المحددة لقياس الجودة.
فهل سمعتم بوحدة ماستر يسند التأطير والتدريس فيها لغير ذوي الرتب المحددة بالقانون و تمنح طلبتها الشهادات ببحوث أقل قيمة من التقارير والعروض المقررة على طلبة أسلاك اللصانص
ولم تتقدمها ندوات وملتقيات علميةفي التخصصات التي تخرجوا فيها ولا دوريات محكمة للنشر العلمي .
و مفردات المادةالدراسية المقررة لم يأخذوامنها سوى محاضرات هزيلة مستلة مسروقة بالقص واللصق من الشبكة.
وأغلب الخريجين لا يعرف إلا صاحب الوراقة أستاذا ومرشدا وموجها .
وبعد فتلك أثارة من خبر و إنارة بحال مؤسسة قد تكون قابلت اليوم من يسمون مجازا لجنة الماستر فاحكم على الوقائع وعاين وناقش.