تقارير

الحرق والقتل.. عقوبات تلقاها مغتصبون في 3 دول

قبل أعوام، صفع رجل موريتاني قاضيا أطلق سراح عامل في منزله يتهمه باغتصاب ابنته. فوجهت له المحكمة تهمة إهانة العدالة، وصدر حكم بسجنه سنتين. واضطر للهروب خارج البلاد.

ولعل المحكمة قدرت أن صيانة هيبة القاضي، أهم من مراعاة الظرف النفسي الذي يمر به الرجل. فحولته إلى مذنب ومطارد بعد أن كان ينشد العدالة لابنته.

وحتى الحين، ما تزال القوانين في موريتانيا تخلط بين الزنا الذي هو انحرف بإرادة شخصين، وبين الاغتصاب الأقرب للحرابة حيث يتضمن الانحراف والاعتداء على طرف برئيء وهتك عرضه وترويع المجتمع.

ولكن في بعض المجتمعات، لا ينتظر الناس عدالة المحكمة عندما يتعلق الأمر  بالاغتصاب:

جنوب أفريقيا - اغتصاب- احتجاجات
احتجاج في جنوب أفريقيا ضد جرائم الاغتصاب

عدالة رجال القرية

في 23 سبتمبر 2019، ذهبت عدة فيتات لجمع الحطب بضواحي قرية موهوفويا في جنوب أفريقيا، فتبعهن رجل يدعى نديدزولافي تايسون ماخالا.

هربت الفتيات من الرجل إلا واحدة منهن معاقة لم تتمكن من الإفلات منه فاغتصبها. ولما قضى وطره منها أخلى سبيلها وفر بعيدا عن القرية.

لم يتقدم أهالي القرية بشكوى للشرطة، ولم يفتحوا باب التبرع لصالح عائلة الضحية، ولم تخرج تظاهرات للتضامن معها.

لقد طارد رجال القرية المغتصب. وعندما أمسكوا به وضعوه في نار تتلظى وجلسوا يراقبونه حتى تحول إلى رماد تذروه الرياح.

وقال العقيد نجويبي إنه بعد الهجوم الذي وقع صباح 23 سبتمبر/2019 تجمعت المجموعة للبحث عن الرجل، وعندما أمسكوا به قتلوه حرقا.

وقد أدانت الشرطة تصرف رجال القرية، وحثت الجمهور على عدم أخذ القانون بأيديهم.

وقالت إنه من المهم أن يتعاون الناس مع الشرطة بدلاً من تطبيق القانون بأنفسهم.

محرقة على الهواء

وفي 23 سبتمبر 2024، اغتصب جريجوريو دا سيلفا الطفلة ليلى دي أسيس. ثم قتلها ورمى بها في نهر  بولاية أمازوناس بشمال البرازيل.

أمسكت الشرطة بالرجل واعترف بالجريمة. لكن الحشود الغاضبة لم تستطع انتظار إحالة الرجل للقضاء ومرافعات المحامين، وصدور الحكم واستئنافه.

لقد اقتحمت الجماهير مركز الشرطة وأخرجت المغتصب وأحرقته حيا وسط المدينة وأمام المارة، والتقط الناس صورا من العملية، وظهروا سعداء بالمصير الذي لقيه الرجل.

وحينها، قالت شرطة أمازوناس إن العشرات اقتحموا المنطقة، وألقوا زجاجات المولوتوف الحارقة على جسد المغتصب.

وجاء في تقارير برازيلية أنه بمجرد دخولهم، تمكنوا من التغلب على رجال الشرطة وسحب دا سيلفا إلى منتصف الشارع.

وأظهرت مقاطع فيديو أشخاصًا يحيطون بالرجل سيلفا ويرشقونه بالحجارة.

وقالت الشرطة “كان دا سيلفا مستلقيًا بلا حراك على الأرض عندما اقترب منه رجل وأشعل فيه النار بينما كان الناس يهتفون”.

البرازيل - اغتصاب
روكسانا رويز أثناء احتجاج ضد الاغتصاب والعنف بحق النساء في البرازيل

فتاة البطاطس المقلية

أما المكسيكية روكسانا رويز، فقد قررت الانتقام لنفسها، ولم تعط للمغتصب فرصة للهروب والاختفاء، ومن ثم تضغط منظمات المجتمع المدني على الشرطة لملاحقته وتقديمه للقضاء.

لقد قلت الرجل أثناء قيامه باغتصابها، وعادت لمواصلة عملها في بيع البطاطس المقلية في بلدة نيزاوالكويوتل.

رأى القضاة أن روكسانا رويز بالغت في استغلال حقها في الدفاع عن النفس، فقد كان بإمكانها أن تلحق ضررا بالرجل يوقفه دون أن تقتله، ولذلك حكموا عليها بالسجن 6 سنوات.

لكن هذا الحكم أثار غضب خبراء القانون ومنظمات المجتمع المدني، ورأوا أنه يقيد حق النساء في التصدي للعنف ضدهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى