تقارير

الصين وممر لوبيتو.. تعرف على أهداف جولة بايدن في أفريقيا

يقوم الرئيس الأميركي جو بايدن أخيرا بزيارته الموعودة منذ فترة طويلة إلى أفريقيا، لعرض مشروع السكك الحديدية المدعوم من الولايات المتحدة في 3 دول، والذي دفع به باعتباره نهجا جديدا في مواجهة بعض النفوذ العالمي للصين.

وهذه أول زيارة تقود باديدن لأفريقيا بصفته رئيسا للولايات المتحدة.

ممر لوبيتو

بايدن الذي يبد جولته من أنغولاـ سيركّز  على مشروع ممر لوبيتو لتطوير السكك الحديدية بين زامبيا والكونغو وأنغولا.

ويهدف المشروع إلى تعزيز الوجود الأميركي في منطقة غنية بالمعادن الحيوية المستخدمة في بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وتقنيات الطاقة النظيفة.

ويعد هذا مجالا رئيسيا للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وتسيطر الأخيرة على المعادن الحيوية في أفريقيا.

ومنذ سنوات، عملت الولايات المتحدة على بناء علاقات في أفريقيا من خلال التجارة والأمن والمساعدات الإنسانية، لكن تحديث ممر السكك الحديدية البالغ طوله 1300 كيلومتر بتكلفة 2.5 مليار دولار يعد خطوة مختلفة، ولها ظلال من إستراتيجية “الحزام والطريق” الصينية، كما تقول وكالة أسوشيتد برس.

منافسة الصين

يهدف مشروع ممر لوبيتو لتحديث وتوسيع شبكة السكك الحديدية من مناجم النحاس والكوبالت في شمال زامبيا وجنوب الكونغو إلى ميناء لوبيتو الأنغولي على المحيط الأطلسي، وهو طريق لنقل المعادن الحيوية من أفريقيا إلى الغرب.

وهذه ليست أكثر من مجرد نقطة انطلاق للولايات المتحدة وشركائها، لأن الصين تهيمن على التعدين في زامبيا والكونغو. وتمتلك الكونغو أكثر من 70% من الكوبالت في العالم، ويتجه معظمه إلى الصين لتعزيز سلسلة إمدادات المعادن الحيوية.

وأصبح مشروع لوبيتو ممكنا بفضل بعض النجاح الدبلوماسي الأميركي في أنغولا، والذي أدى إلى فوز مجموعة شركات غربية بمناقصة المشروع في عام 2022 قبل المنافسة الصينية، وكانت تلك مفاجأة نظرا لعلاقات أنغولا القديمة والقوية مع بكين.

وكانت الصين قد مولت مشروعا سابقا لتطوير تلك السكك الحديدية.

سياسة “غير جادة”

ويقول أولئك الذين يطالبون بمزيد من الوجود الأميركي في أفريقيا إن أنغولا ولوبيتو تظهران ما يمكن تحقيقه، حتى مع البلدان التي لها علاقات قوية مع الصين، إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة باستمرار.

لكنهم يرون الفرق بالنسبة لأفريقيا عندما تعقد الصين قمة مع الزعماء الأفارقة كل 3 سنوات منذ عام 2000، في حين عقدت الولايات المتحدة قمتين فقط، في 2014 و2022، ولا توجد خطط لعقد القمة التالية.

وقالت ميشيل غافن، سفيرة الولايات المتحدة السابقة في بوتسوانا ومستشارة الرئيس السابق باراك أوباما لشؤون أفريقيا، إن الولايات المتحدة أخفقت في التعامل بشكل جاد مع أفريقيا على مدى إدارات عديدة، وهو اتجاه مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وهي لا ترى أن زيارة بايدن ومشروع لوبيتو يمثلان “نقطة انعطاف” رئيسية، وقالت إن الأمر “لا يتعلق فقط بمواجهة الصين، بل بالعمل على التواجد بطريقة أكثر جدية؟ إنه مشروع واحد. إنها فكرة جيدة. وأنا سعيدة جدا لأننا نقوم بذلك. لكنه ليس كافيا”.

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى