سجال حول دلالات عدم استقبال الرئيس السنغالي لنظيره الموريتاني في المطار

سليمان أد
أبدى العديد من الموريتانيين استغرابهم من كون الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني استقبله في مطار دكار الوزير الأول السنغالي عثمان سونكو.
ورأى كثيرون أن المفروض حضور الرئيس باصيرو ديوماي فاي لاستقبال غزواني عند سلم الطائرة.
وكتبت المدونة والناشطة السياسية فاطمة سيد محمد الفيل:
“أقولها دائما موريتانيا بلا دبلوماسية. في الوقت الذي تفرض الدبلوماسية السنغالية نفسها في العالم تغيب دبلوماسيتنا. وحين يكون رئيسنا في زيارة تحرجه دائما بضعف الاستقبال وضعف الآداء خلال جميع زيارته”.
سلوك يفتقر للمسؤولية
من جانبه، قال المدون حبيب الله أحمد إن تصرف السينغال يفتقر للمسؤولية الديبلوماسية. متسائلا: لماذا لايستقبل الرئيس بصيرو نظيره غزواني باعتباره رئيسا للاتحاد الإفريقي إذا لم تتم استضافته باعتباره رئيسا لموريتانيا ؟.
المدون سيدمحمد اكماش قال إنه كان على الرئيس السينغالي استقبال ولد الغزواني خاصة أنه استقبل نظيره الغامبي في نفس الوقت. مؤكدا أن موريتانيا لم يعد لديها اعتبار حتى من جيرانها.
عمل بروتوكلي عادي
الباحث والمهتم بالشؤون الإفريقية محمدالأمين ولد المبروك، شدد على أن استقبال الرئيس من قبل الوزير الأول لاينقص من قيمة الرئيس ولايعتبر تقليلا من شأنه أو شأن بلاده.
وأكد أن الرئيس السنغالي يتناوب مع الوزير الأول ورئيس الجمعية الوطنية ووزاء آخرون وعمدة بلدية داكار على استقبال الضيوف. مضيفا أن هذا عمل بروتوكولي لايفهمه إلا أهل الاختصاص.
عادات وأعراف
وفي العادة تخضع الزيارات لتوافق مسبق بين الدول، حيث تبعث الدولة الزائرة قائمة بأسماء الوفد المرافق للرئيس، بينما تبعث الدولة المستضيفة قائمة بأسماء الشخصيات التي ستستقبلهم وتلك التي سترافقهم.
ولكل دولة بروتوكولها الخاص في استضافة الرؤساء، ففي فرنسا يستقبل الرئيس الفرنسي ضيفه في قصر الاليزيه. وفي الولايات المتحدة الأمريكية يستقبل الرئيس ضيفه في البيت الأبيض.
وقد كسر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قاعدة استقبال الضيوف في المكتب البيضاوي، عندما استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز أمام بوابة الجناح الغربي للبيت الأبيض عام 2015. ورافقه حتى وصل لمكان الاستقبال الأصلي.
وتلعب العادات والقيم الاجتماعية دورا كبيرا في لبروتوكول. فالمرأة الموريتانية لاتصافح المسؤولوين،
ففي سنة 2014 رفضت رئيسة المجموعة الحضرية حينها اماتي بنت حمادي مصافحة رئيس غينيا الذي كان مشاركا في حفل تنصيب الرئيس محمد ولد عبدالعزيز لمأمورية ثانية.
ولكن في حالات نادرة تكسر المرأة الموريتانية ذلك لبروتوكول. ففي عام 2015 صافحت وزيرة الخارجية الموريتانية فاطة فال منت اصوينع نظيرها من دولة لكسمبورغ في اديس أبابا، وأحدث تصرفها ضجة في وسائل التواصل.
وخلال العام الجاري، صافحت حرم الرئيس الغزواني مريم منت الداه الرئيس الكوري خلال حفل العشاء الذي أقامه على شرف ضيوف القمة الكورية الأفريقية.
دلالات سياسية
أما الكاتب محمد سيد أحمد فتحدث عن الدلات الدلالات الديبلوماسية لتخفيض مستوى استقبال السينغال للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
واعتبر ان هذا السلوك ربما يعني رسالة دبلوماسية غير مباشرة تعبر عن تحفظ دبلوماسي أو اختلاف سياسي بين الدولتين. خاصة إذا كانت هناك قضايا خلافية قائمة مثل نزاعات حدودية أو خلافات حول الموارد الطبيعية المشتركة (مثل الغاز أو المياه).
وقد يعني تغييرا في أولويات العلاقات الثنائية، فاستقبال الرئيس من قبل رئيس الوزراء بدلاً من نظيره قد يُظهر أن العلاقة مع الدولة الزائرة ليست ضمن الأولويات العليا للدولة المستضيفة في تلك اللحظة.
لكنه أشار إلى أن التخفيض في مستوى الاستقبال قد يكون مرتبطًا بأجندة الرئيس المزدحمة أو قضايا داخلية ملحة. وأضاف ولد سيد أحمد “ورغم ذلك، فإن عدم استقبال رئيس دولة بنفس المستوى يُعتبر عادة قرارًا مدروسًا.”