ما مصير المهاجرين الموريتانيين عندما يستلم ترامب السلطة؟

منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر الجاري، تثور مخاوف من احتمال تهجير الموريتانيين وغيرهم ممن دخلوا الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية عبر خط نيكاراغوا – المكسيك.
لويزيانا- محمد الزين معلوم
وفي عام 2023 تصدرت موريتانيا الدول الأفريقية التي عبر أبناؤها إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية حيث بلغ عددهم 15263 شخصًا، وفي المرتبة الثانية حلت السنغال بـ13526.
وقبل هؤلاء، تمكن آلاف الموريتانيين من العبور إلى الولايات المتحدة وتقديم طلبات اللجوء.
وتسارعت وتيرة هجرة الموريتانيين غير الشرعية إلى الولايات المتحدة في الأعوام الخمسة الماضية.
وتشير الإحصائيات إلى أن معظم المهاجرين الغير شرعيين من موريتانيا تتراوح أعمارهم بين 21 و 35 عاما، وبينهم أيضا نساء.
وطيلة حملته الانتخابية، تعهد ترامب بإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى البلدان التي قدموا منها.
ومن شأن إعادة عشرات الآلاف إلى موريتانيا مرة واحدة أن يتسبب في أزمة اقتصادية واجتماعية. خصوصا وأن الكثير من الأسر باعت ممتلكاتها من أجل تمكين أبنائها من الوصول للولايات المتحدة بحثا عن حياة أفضل.

فما هي المخاطر التي تواجه الموريتانيين بعد تسلم ترامب للسلطة في يناير المقبل؟
في تصريح لموقع تحديث، نبه المهندس عثمان ولد بزوم -المقيم في إلينوي- إلى أن الدخول للولايات المتحدة عبر الحائط جريمة يعاقب عليها القانون.
لكنه يوضح أن الوصول والتقديم للجوء السياسي والحصول على الرد يعطي للشخص لاحقا صفة قانونية. بمعنى أن وضعيته صارت لدى المحاكم وبإمكانه البقاء حتى البت في مصيره.
وينصح بوزوم كل الموريتانيين بالاعتماد على محامين في متابعة طلبات اللجوء. لأن هذه الطريقة أكثر نجاعة في منحهم وضعا قانونيا يمكنهم من البقاء والعمل.
ويقول إن وصول ترامب يخيف الكثيرين، حيث تعهد بالترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين.
لكن هناك ولايات تعتبر ملاذات آمنة للمهاجرين وكثيرون ينوون التوجه لها مثل كاليفورنيا ونيويورك ونيوجرسي.
وينصح بزوم الموريتانيين بالتوجه لهذه الولايات، لأن المسؤولين فيها ينوون التصدي لسياسات ترامب فيما يخص الهجرة.
وضعية سليمة
أما النائب البرلماني عن دائرة أميركا يحيى اللود، فيقول إن أغلبية الموريتانيين وضعيتهم القانونية سليمة.
ويوصي المهاجرين الموريتانيين بالالتزام بالقوانين وشروط تصاريح العمل، وتجنب التجمعات الكبيرة والسكن غير اللائق، وأي سلوك يمكن أن يلفت الانتباه لهم.
وكانت صحيفة “نيويوركر بوصت” نشرت في 24 أكتوبر الماضي تقريرا غربيا حول احتلال آلاف الموريتانيين لقرية صغيرة في ولاية أوهايو الأميركية.
وقالت الصحيفة إن “قرية لوكلاند” تضاعف عدد سكانها بعد أن تدفق إليها 3000 مهاجر من موريتانيا.
وحينها، تحدثت بلدية القرية عن اتباع الموريتانيين سلوكيات لا تحترم قواعد السلامة والسكينة مثل التجمعات الكبيرة والتكدس في الغرف والطبخ داخلها.
وتوقع اللود أن يعمل ترامب على محاولة ترحيل الكثير من الناس اللذين يقيمون بوضع غير سليم، وطالب بتوعية المهاجرين بحقوقهم والمخاطر التي تواجهم.
وقال لموقع “تحديث” إنه سيلتقي بالسفيرة الموريتانية في واشنطن وبالسلطات، للتباحث معهم حول خطر التبعيات الاجتماعية لأي عملية ترحيل.

بلد تحكمه القوانين
ويرى أن الموريتانيين من آخر المهاجرين الذين قد يطالهم الترحيل. ويضيف ” في النهاية نحن في بلد تحكمه القوانين”.
وعُرف ترامب بخطاباته المناهضة للهجرة خلال حملته الانتخابية، حيث وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين.
ومثل غيرهم من المهاجرين، يخشى الموريتانيين من أن الإدارة الجديدة قد تتخذ قرارات تؤدي إلى زيادة عمليات التفتيش أو تقليل فرص الحصول على تصاريح العمل.
كما أن الخطاب المناهض للهجرة الذي استخدمه ترامب خلال حملته قد يؤدي إلى خلق بيئة معادية للمهاجرين، مما يزيد الهواجس بين أفراد المجتمع الموريتاني حول سلامتهم وحقوقهم.