نقاش حول تطبيع المجتمع الموريتاني مع المخنثين
“صراخ ابيشيرات في منبر الإمام بداه ولد البصيري يعطي صورة عن طبيعة التحول المجتمعي”. حيث وصل التطبيع مع المخنثين إلى المساجد بعد أن طغى حضورهم على حفلات الأعراس والفعاليات السياسية ومواقع التواصل.
سليمان أدّ
ورغم أن المجتمع الموريتاني يعتبر محافظا ومتمسكا بالقيم الإسلامية، فإنه يتقبل هذه الفئة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم.
ويحرص بعض الفنانين والنافذين على دعوة هؤلاء لحفلاتهم الاجتماعية.
ويتمحور دورهم حول تلميع الأسر ونشر معلومات وصور عن مهور بناتها وولائمها والإكراميات التي تدفعها للمداحين ومن في حكمهم.
الوسط المخنث
ويعتبر سناب شات الموقع المفضل لهذه الشريحة. لكن معجمها الخطابي يحتل أيضا زخما في فيسبوك. حيث يتداول الناس صوتيات ومقاطع مصوره من رجال يتشبهون بالنساء.
ويعكس هكذا التداول وإن كان على سبيل التنكيت تطبيع المجتمع مع هذه الفئة.
ويندر أن يكتب الموريتانيون عن ضرورة تقويم هذه الفئة وردعها عن التشبه بالنساء، ومنعها من تمييع المجتمع.
الوصول للمسجد
لكن ما يتردد عن دخول أحد المخنثين إلى مسجد ابن عباس أثار سخط كثيرين على مواقع التواصل.
وتداول الناس في الأسابيع الأخيرة مقطعا مصورا مصحوبا بصوتية لأحد المخثين قيل إنه كان حاضرا لإعلان عقد زواج بجانب منبر الشيخ بداه ولد البصيري.
وتعليقا على هذا المشهد، كتبت المدونة توتو بنت الميداح “إن تغلغل هؤلاء سببه تنصيبهم كمجتمع متخصص في تقييم منظومة أخلاق المجتمع من قبل الفنانين والأسر النافذة”.
وقال المدون اباه أربيه: “صراخ ابيشيرات في منبر الإمام بداه ول البصيري يعطي صورة عن طبيعة التحول المجتمعي”.
وخلال العقود الأخيرة أصبحت للمخنثين مكانة كبيرة في المجتمع. ويتخذ بعض المسؤولين في الدولة وأرباب العمل والبرجوازيون هؤلاء لتلميعهم على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا “snapchat.
وأثناء النقاش استدعى كثيرون موقف الإسلام الواضح من هذه الفئة، وشددوا على أن ظهورها ونفوذها داخل المجتمع يعكس انحرافا دينيا وقيميا لم يعد ممكنا التغاضي عنه.
وقد وجه موقع “تحديث” أسئلة لثلاثة مشايخ موريتانيين حول حكم تقبل المجتمع للمخنثين، فأحجموا عن التعليق، وتعلل بعضهم بالانشغال وضيق الوقت.
الذنب العظيم
ولاحقا، وجه الموقع ذات الأسئلة للشيخ محمد سالم المجلسي، فشدد على ” خطورة انتشار التَّخنُّث وشدَّة ضرر تعاطي أسبابِه وسوء عاقبة الرُّتوع في مخازيه، خاصَّة مع الدَّعم الغربيِّ له، وتأييده لأهله، وتلميعه لهم على الشاشات الإعلامية وفي الميادين الثقافية والرياضية، ونَشره لأصنافه، وتَيسير سُبُل الولوج إلى فضاءاته من خلال شبكة المعلومات ووسائل التواصل والأفلام وغير ذلك”.
وأضاف “لقد رُصِدت الفاحشة كثيرا في مختلف العصور الإسلامية، وبقيت منبوذة في دين المجتمع ومخالِفةً لذوقه العام، لكنَّها لم تَجد أبدا سبيلا إلى اعتياد الناس عليها وتطبيق العلاقات مع أهلِها مثلَ ما يُراد لها اليومَ”.
ولفت إلى ما ود في في صحيح البخاري مِن حديث ابن عباس “لَعن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُخَنَّثين من الرجال، والمُتَرَجِّلاتِ من النساء، وقال: أخرجوهم من بيوتكم،..فأَخرج النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فلانا، وأخرج عمرُ فلانا”.
وأوضح أن المخنث “هو الرجل الذي يُشبه النساء في حركاته وكلامه وأخلاقه، أو يتشبَّه بهن في ذلك، وربَّما زاد على ذلك بفعل الفاحشة مع الرجال، فيكون أمره أشنع وعمله أفظع”.
كما ذكر بحدث مسلم عن عائشة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يَدخُلنَّ عليكنَّ، يقصد المخنثين.
وقال إنه “من الذَّنب العظيم والسَعي الأثيم ما يُسعى إليه من تعويد الناس على المخنَّثين، وذلك بدعوتهم إلى الأعراس والمناسَبات، وتقديمهم بين أيدي الناس لترديد المدح والثناء، وإتحافهم بالعطايا والهدايا، وفتح البيوت لهم وإلهاء المجالس بهم، فكلُّ ذلك ترسيخ للمنكر، وتبجيل لأهل الفواحش”.