تقارير

ما سر هوس المسؤولين بنشر صورهم على الفيسبوك؟

في تدوينة واحدة، نشر رئيس جامعة العيون الدكتور محمدو ولد اجيد 20 صورة منه. وذات النهج تتبعه مديرة شركة التمور خديجة بنت هنون حيث تمطر الجمهور بصورها في مناسبات عديدة.

ومثل أي شخص طبيعي، من حق المسؤول مشاركة صوره الخاصة على مواقع التواصل. لكن ربط هذه الصور بوصفه الوظيفي ينبغي أن تكون له قيمة تهم الجمهور.

وطبعا، ليس لزاما على رئيس أي جامعة أن يطلع الطلاب والجمهور على جديد بحوثه وخلاصاته الأكاديمية على الفيسبوك.

في المقابل، فإن الجمهور لا يتطلع إلى تصفح عشرين صورة من مسؤول أكاديمي التقطت في لحظة واحدة أثناء لقائه بوسيلة إعلام محلية.

ولعله من الغريب أن رئيس جامعة العيون، حمّل 20 صورة من كواليس لقاء قال إنه أجرته معه وكالة “لعيون إنفو”. دون أن يشارك طلابه وقراءه رابط هذه المقابلة.

وحتى الحين، مضى على تحميل الصور نحو 48 ساعة وحصلت على 22 تعليقا كلها من قبيل: بارك الله فيكم، حفظكم الله ورعاكم، دمتم سعادة الرئيس.

وعلى ذات النهج، تحرص مديرة شركة التمور خديجة بنت هنون على نشر صورها ولقاءاتها على الفيسبوك.

وفي الوقت الذي لا توجد فيه منتجات الشركة في المحلات التجارية وتعتمد موريتانيا كليا على تمور الخارج. فإن المستهلك تطالعه يوميا صور السيدة المديرة تتجول في الشركة وتجري اللقاءات وتشارك في المعارض.

مديرة شركة التمور تطلع الجمهور بشكل مستمر على أنشطتها

موقف علم النفس

ووفق خبراء في علم النفس، فإن الهوس بنشر الصور على مواقع التواصل يعود لعدة أسباب بينها البحث عن الاهتمام. ورغبة الشخص في أن يكون محل تقدير من الناس.

ويحذر أخصائيون نفسيون من أن يتجاوز الهوس بنشر الصور الشخصية حدود المعقول ويتحول لحالة إدمان مزمنة “أمام الرغبة الجامحة للشخص بتصوير نفسه على مدار الساعة، ومشاركة الصور في المواقع الاجتماعية وهو ما قد يرتبط بنوع من النرجسية المرضية”.

ويقول الباحث في علم النفس رفيق الشرماني: “المشكلة الكبرى بأن صاحب الشخصية النرجسية المرضية لا يدرك بأنه مريض ويحتاج إلى علاج وتغيير على الرغم أنه يلاحظ جفاء الآخرين وابتعادهم عنه. لأنه يرجع السبب بذلك لسلوكهم هم وليس له هو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى