“فوضى ورشوة وابتزاز”.. غضب شعبي عارم إزاء إجراءات شرطة المرور بنواكشوط

منذ يومين، يجتاح موريتانيا غضب شعبي عارم إزاء إجراءات شرطة المرور، التي تقيم نقاط تفتيش وسط العاصمة نواكشوط، وتبالغ في البحث عن المخالفات في أوقات ذروة السير.
ووفق شكاوى كثيرة، فإن العديد من رجال الشرطة يبحثون فقط عن وسيلة للحصول على مبالغ مادية من المواطنين.
وعلى الفيسبوك، كتب محمد الناجي ولد النقرة “في العاصمة، كل 20 متراً هناك دورية شرطة، والتفتيش مستمر. وإن كنت كامل الأوراق، كحالتي، سيكون لهم عليك سلطان الهاتف، تجاوز الخط، أو إشارة لم ترَها أصلاً. في النهاية، ستدفع أو “تتفاهم”.
وأضاف “بدأت أفكر بجدية في اقتناء حمار، أو جمل. فلا يمكن لمن لا يملك مال قارون وصبر أيوب، أن يحيط بتسديد رسوم الحركة الكثيرة، ويصبر على إذلال الشرطة بدون سبب”.
أما الأمين عبدولي، فقرر ركن سيارته في البيت والعودة لركوب وسائل النقل العام “تجنباً للمضايقات والاستفزازات “.
العودة للتسعينيات
وبدروه، أشاد الكاتب حبيب الله ولد أحمد بحملة المرور الجديدة. ولكنه لاحظ أنها “أعادت إلى الواجهة ممارسات علقت بقطاع الشرطة منتصف تسعينيات القرن الماضي وتباشرنا بأنها اختفت”.
وأضاف “مع الأسف عض عناصر الشرطة عادت للابتزاز لدرجة تسجيل مخالفات وهمية على من يرفض الابتزاز. وأمثل تلك العناصر طريقة من ينتحى بك جانبا وبهدوء يشرح لك ظروفه الصعبة. لكن دون ابتزاز أو تحرش هو فقط يشرح لك الظروف وعليك الفهم وإن لم تتفهم”.
في ذات السياق، اختارت البرلمانية منى بنت الدي أن تخاطب مدير الأمن الوطني. ونقلت له تعرض طبيبة لابتزاز من الشرطة بمخالفة لم ترتكبها، ما أجبرها على إعطائهم مبلغا ماليا بشكل غير قانوني حتى تلتحق بمرضى ينتظرونها في عيادتها.
وأمس تعرضت ذات الطبيبة للابتزاز من الشرطة. حيث أخبروها بأنها متورطة في مخالفة التحدث في الهاتف أثناء القيادة. بينما كانت أصلا نسيت هاتفها في البيت .
واستغرب آخرون من كون عناصر شرطة المرو لا يخفون حقدهم على أصحاب السيارات الشخصية. وكأنهم يحملونهم المسؤولية عن تدني رواتبهم أو تهميشهم معنويا في إدارات الأمن.
وقال الخبير المالي المغترب بابا أحمد ولد ادي إنه يقيم في الخارج منذ ربع قرن. ولم يحدث أن أشارت له شرطة المرور بالتوقف إلا مرتين: واحدة لتحذيره من خطر السرعة والأخرى لتنبيهه على خطورة طريق صحراوي يسلكه. وفي الحالتين واصل طريقه دون التعرض لتغريم أو تقريع.
تجاوز كل الحدود
وكتب بدر عفان أن “ما يقوم به عناصر أمن الطرق من ظلم المواطنين تجاوز كل الحدود”، مطالبا بإبلاغ مدير الأمن بهذا الواقع.
وقالت الناشطة السياسية فاتو بنت لمعيبس إن الوضع أصبح لا يطاق فـ “في كل بيت قصة يحكيها صاحب أو صاحبة سيارة عن سوء المعاملة والظلم الذي يلقاه من طرف عناصر من المفترض أن يكونوا في خدمة الشعب”.
واستغرب البعض من كون الشرطة الموريتانية لا تفتش السيارات على الطرق الطويلة للبحث عما إذا كانت تحمل مطلوبين أو مواد محرمة. بل تكتفي بالبحث عن الأوراق غير المكتملة بهدف إجبار السائق على دفع مبلغ مالي خارج الأطر القانونية.
وقال الناشط السياسي محمد ولد عبد القادر إنه “من كثرة نقاط التفتيش أصبحت شوارع نواكشوط تشبه شوارع بيروت إبان الحرب الأهلية” في السبعينيات.
وحتى الحين، لم تعلق الشرطة على هذا السجال الساخن، ولم تنف تورط عناصرها في ابتزاز المواطنين .