هذه صفات النمّامين ومروجي الشائعات.. فهل تتوفر فيك؟

من مركزها العلمي كباحثة مرموقة في معهد “مونك برايوغشالا” بالهند وحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب النفسي. تغوص الدكتورة هانسيكا كابور في الأسباب الحقيقية التي تدفع الناس للنميمة ونشر الشائعات.
جاء ذلك في مقال علمي نُشر اليوم الخميس على موقع مجلة “Psychology Today – علم النفس اليوم” ، تحت عنوان ” الشائعات.. سرديات إبداعية مظلمة”.
ترى الطبيبة النفسية كابور أن الشائعات والقيل والقال أدوات فعالة وتنطوي على نوع من الابتكار والذكاء، ولكنها “غالبا ما تكون سلبية”.
من أهم أسباب التورط في النميمة ونشر الشائعات الرغبة في كسب القوة، والحصول على المعلومة والتحقق من بعض الشكوك.
وتشدد الدكتورة كابور على أن النميمة تضر بالسمعة وتؤثر سلبا في العلاقات الشخصية والمهنية.
وتوضح أن سمات مثل النرجسية والميكافيلية تلعب دورا في تمييز كيفية استخدام الناس للنميمة بشكل استراتيجي.
تسميم الأجواء
وبينما تفضل النساء الأساليب غير المباشرة في نشر الشائعات وتسميم الأجواء بالنميمة. فإن الرجال يستخدمون الأساليب المباشرة في كثير من الأحيان، وفق الباحثة هانسيكا كابور.
وفي عالم اليوم، فإن مسلكيات النميمة وترويج الشائعات باتت مألوفة إلى حد ما، فـ”إما أننا انخرطنا في هذا السلوك أو واجهنا آخرين يقومون بالتخمينات على أمل الكشف عن بعض المعلومات المثيرة. ولكن ما الذي يحفزنا على خلق هذه الروايات البديلة”؟
تقول كابور: إن الشائعات والقيل والقال غالبا ما تكون نتيجة ثانوية لسمات شخصية معينة، وعمليات معرفية، ورغبات نفسية. فالرغبة في اكتساب السلطة، أو الموارد، أو اللذة، يمكن أن تحفز الشخص على خلق الشائعات أو القيل والقال.
وتضيف أن الموظف المبتدئ الذي كرس نفسه للعمل في الشركة لعدة سنوات ويعتقد أنه يستحق الترقية، قد يشك في أن أحد زملائه يشكل تهديدا عائقا أمام ترقيته.
وبدلا من مواجهته بشكل مباشر، يلجأ إلى نشر شائعة حول مديره والموظف اللذين تربطهما علاقات شخصية تتجاوز الإطار المهني.
وبعد طبخ الشائعة وتمريرها، يجلس هذا الموظف ويستمتع بتفاعل الآخرين مع الفوضى التي يخلقها انخراط الناس في الشائعة.
وتقول كابور إن مثل هذا التلاعب وإساءة استخدام العلاقات الاجتماعية من خلال وسائل غير أخلاقية يمنح القيل والقال هيمنة على يوميات الناس . ذلك أن الشائعة ستضر وتغير الديناميكيات الاجتماعية في مكان العمل.
أسباب أخرى
لكن الطبيبة النفسية والباحثة الاجتماعية، تنبه إلى أن النميمة لا تنشأ دائمًا لإيذاء الآخرين، فيمكن أن تحدث للتحقق من صحة المعلومات أو لجمعها وبناء العلاقات.
ومن المهم الإشارة إلى أن سمات شخصية النمام تلعب دورا مهمًا في تشكيل نوعية الشائعة والنميمة التي يتورط فيها.
فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يخلق الأفراد ذوو الميول النرجسي نميمة تتمحور حول أنفسهم، انطلاقا من رغبتهم في الحصول على الاحترام والتقدير.
“وعلى الرغم من أن النميمة والشائعات تبدو مسلية كدردشة غير ضارة، إلا أنها يمكن أن تؤثر على علاقاتنا الاجتماعية وبيئاتنا المهنية من خلال التلاعب الخبيث”.