من الأغلبية والمعارضة.. تعليقات متشائمة حول خطة الـ 50 مليار لتجميل نواكشوط

ما إن أعلنت الحكومة الموريتانية عن تخصيص 50 مليار أوقية قديمة لعصرنة نواكشوط، حتى سارع النشطاء والصحفيون للتعبير عن تشاؤمهم إزاء هذا البرنامج. وذلك انطلاقا من تجارب سابقة كانت مناسبة فقط لتبديد المال العام، على حد قولهم.
وخلافا لقضايا الانتخابات والتعيينات، لا تتباين كثيرا مواقف الموالين والمعارضين حول تقييم الخطط والمشاريع الإنشائية التي تعلنها الحكومة من حين لآخر.
وقد أعلنت الحكومة مؤخرا عن تشكيل مجلس وزاري مصغر لتنفيذ مشاريع استعجالية بقيمة 50 مليار أوقية قديمة، بهدف تحويل نواكشوط إلى مدينة عصرية.
عصرنة الجيوب
ووفق المدون أحمد ولد عبداوة، فإن هذا المبلغ كبير جدا، وينبغي التعاقد مع شركات أجنبية ذات خبرة في مجال الإعمار، بدل التعاقد مع الشركات المحلية التي تحتكر الصفقات ولا تمتلك آليات ولا مؤهلات لتنفيذها، حسب تعبيره.
وللتدليل على طرحه، قال عبداوة إن جهة الداخلة في الصحراء الغربية أقامت مشروعا بميزانية أقل بكثير من هذا المبلغ ومنحت الصفقة لشركة فرنسية. “مع العلم بأن الشركات المغربية عندها الخبرة و عندها الإمكانيات المادية و البشرية”.
وخلص إلى أن الحكومة الموريتانية إذا واصلت الركون إلى الشركات المحلية العاجزة، فإن الهدف من المشروع لن يتجاوز “عصرنة جيوب الجماعة”.
أما طارق محمد آب، فرأى أن نواكشوط لن ينفعها التجميل ولا يمكن عصرنتها. واقترح “توزيع المبلغ بالتساوي على سكان نواكشوط، فذلك أفضل، والبدء في بناء عاصمة إدارية جديدة شمال شرق العاصمة الحالية”.
مدن منكوبة بالويلات الشاملة
ورأى المدون احميد ولد محمد أن الـ 50 مليار ستتستقر في جيوب رجال الأعمال، وأن الحكومة سوف تقتطع 200 مليار من أرزاق المواطنين عندما يكلفها الرئيس لاحقا بخطة من هذا القبيل.
واختار الناشط المدني محمد محمود ولد ابنيجارة أن يبارك لسماسرة الداخل والخارج رصد هذا المبلغ الكبير لجيوبهم، وذلك انطلاقا من خطط كبيرة صرفت عليها أموال طائلة ولم تر النور، على حد قوله.
وفي هذا المجال، ذكّر ولد ابنيجارة بإعلان الحكومة أنها صرفت: 150 مليار على نواذيبو وهي التي لا تتوفر على الماء ولا الكهرباء في هذه اللحظة، و100 مليار في الحوض الشرقي و70 مليار في ترارزة و70 مليار في البراكنة، وكلها مدن أشباح وتعاني من الويلات الشاملة، وفق تعبيره.
إشراك الشعب في الرقابة
أما الصحفي الموالي الحسين ولد محنض، فقال إنه ينتظر من “حكومة معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي التوجه مباشرة إلى المواطنين لشرح حقيقة وفترة وضمانات تنفيذ هذا المشروع الضخم الذي ارتاح المواطنون لإعلانه”.
وأضاف أن الشعب هو أفضل شريك لحكومة تريد أن تنجز خططها، “و الـ50 مليار التي وجه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بصرفها لتحديث انواكشوط مبلغ كبير، ويجب ألا يتعرض للتلاعب وسوء التوجيه، كما وقع مع المليارات التي توجه كل عام إلى مدائن التراث دون نتيجة ملموسة، ومع مشاريع أخرى كثيرة وجه لها فخامة الرئيس أموالا طائلة لخدمة المواطنين، وكانت نتيجتها محدودة.
عبد الله أشفغ المختار وهو صحفي وناشط من الأغبية الحاكمة، اتفق مع المدون ولد عبداوة في ضرورة إسناد تنفيذ خطة الـ 50 مليار لشركات أجنبية خالصة ذات خبرة، إذ أثبتت التجربة، منذ عهد ولد الطايع وحتى يوم الناس هذا، أن الشركات الوطنية ليست وطنية، وليست لديها القدرة ولا حتى الرؤية لتقديم نموذج عصرنة حقيقي.”