الملابس المستعملة (فكوجاي)..سوق تزدهر مع المدرسة وفصل الشتاء

في عام 2021 وصلت قيمة الملابس المستعلمة التي تم تصديرها إلى القارة الأفريقية قرابة 1.7 مليار دولار أمريكي. الأمر الذي جعل بعض الدول تحظر استيرادها خوفا على الصناعة المحلية.
نواكشوط – أخيارهم ولد زيني
وفي موريتانيا، تعتبر الملابس المستعملة والمستوردة من الخارج، وجهة للكثير من المتسوقين.
ويطلق على الأحذية والملابس المستورة اسم ” فكوجاي” ويعمل كثير من المواطنين في مجال استيرادها وتوزيعها.
بضاعة رائجة
على أرصفة الشوارع الكبيرة وفي وسط أسواق العاصمة نواكشوط. يعمل مئات الشباب الموريتانيين في بيع الملابس المستعملة التي تم استيرادها من أوروبا وأمريكا والخليج.
وتشهد أسواق العاصمة المتعددة في هذه الفترة رواجا وإقبالا غير مسبوق على الملابس المستعملة (فكوجاي ). نظرا لتزامن فصل الشتاء مع بداية العام الدراسي الجديد.
وخلال تجولنا في سوق “وقفة توجنين” وجدنا السيد جبريل صاحب الثلاثين عاما منهمكا مع زبانائه حول أسعار بضاعته من الملابس المستعملة.
جبريل يبيع القطعة بسعر زهيد في حدود 100 أوقية قديمة، ولا يكاد يجد فرصة للتحدث نظرا لإقبال الزبائن عليه.
قبل التعريف بنفسه بدأ الحديث عن المشاكل التي يواجهها هو وزملاؤه والتي كان أبرزها ترحيلهم يومياً من أمكنة عرض بضاعتهم من طرف السلطات.
في هذا الوسط المزدحم ينادي الباعة بمكبرات الصوت على المارة معلنين عن توفر اللبس المستعمل الجيد بأسعار زهيدة.
يروي جبريل أنه اشترى قبل يومين كمية ملابس من سوق (سينكيم ) بـسعر 4000 أوقية موريتانية جديدة، وينوي العودة إلى هناك لجلب المزيد من الملابس لزبنائه.
وأضاف أن دخله اليومي يصل في هذه الفترة إلى 5000أوقية قديمة أي ما يعادل 16دولارات .
مخاوف
جبريل الذي يكمل عامه الثامن في هذا المجال، أكد أن الأرباح من هذه الملابس بدأت تتقلص في السنوات الأخيرة ويرجع ذلك لأسباب أهمها ارتفاع أسعار البضاعة وكثرة ممارسي المهنة .
ورغم المتاعب وعدم توفر مكان ثابت لعرض البضاعة، يقول جبريل إنه يكسب من فكوجاي خمسة آلاف أوقية قديمة وهوما يغنيه عن الناس ويوفر له قوته اليومي .
لكنه يعيش قلقا مزمنا في هذه الفترة بالتحديد بعد أن أبلغه أحد زملائه أن بلدية توجنين تتجه لمنع الباعة على أرصفة الشوارع الرئيسية من مزاولة المهنة في أكبر سوق في هذه المقاطعة، دون تحديد مصيرهم.
ومن زبناء جبريل محمد الذي وجدناه يقلب الملابس يميناً ويسارا بحث عن ملابس تقي أطفاله موجة البرد المنتظر.
ويؤكد محمد أنه يفضل هذه الملابس نظرا لجودتها، وسعرها الزهيد.
ويقول باعة هذه الملابس إن أكثر من 80٪ منها مستورد من فرنسا بينما تأتي النسبة من بقية من أنحاء العالم، وإن كانت في أغلبها من الدول الأوروبية.
وتعتبر موريتانيا في السنوات الأخيرة من بين الدول الإفريقية استيرادا لهذه الملابس المستعملة.
ويعتقد أصحاب الدخل المحدود في موريتانيا أن الملابس المستعملة تتسم بقدر من الجودة مع السعر المنخفض لها، مقارنة بالملابس الغير المستعملة والتي تتميز بارتفاع في أسعارها .
وتقول لمّات منت عبد الرحمن -وهي ربة منزل- وجدت أن هذه الملابس المستعملة يمكن أن تكون مصدر دخل إضافي لها، فذهبت إلى سوق سيزيم حيث تباع هذه الملابس بالجملة ، واشترت منها أنواعا مختلفة وبعد بيعها حققت أرباحا معتبرة.
توزيع في الداخل
وتروي لمّات أنها سبق وأن اشترت كميات كبيرة من هذه الملابس وذهبت في قرى ولاية تگانت، حيث باعتها هنالك.
والآن تنوي تكرار التجربة نظرا لافتقار تلك المناطق لهذا النوع من البضائع.
وفي حديثها مع موقع تحديث أضافت منت عبد الرحمن أنها لم تجد في هذه الملابس فقط دخلا ماديا معتبراً، بل إن أفراد الأسرة وخاصة الأطفال يحبذون هذا النوع منها نظرا لما يتميز به من حداثة وتناغم مع الموضة خلافا للملابس المتوفرة في السوق.
وتقول إن الذهاب لسوق “فكوجاي” يغنيها عن شراء الملابس باهظة الثمن عند بداية العام الدراسي وحلول فصل الشتاء.
ولزيادة الأرباح، بعثت لمات بكميات من “فكوجاي” إلى أختها في كيهيدي حيث تشهد الملابس والاحذية المستعملة رواجا كبيرا ويتراوح سعر القطعة ما بين 100 جديدة إلى 150.