جاليات

تعدادها وأعمالها ومشاكلها.. عرض حول أوضاع الجالية الموريتانية بأميركا

في عام 1975 وصل أول مهاجر موريتاني إلى الولايات المتحدة بحثا عن حياة كريمة ومستقبل أفضل.

محمد الزين المعلوم- لويزيانا

وقد شكلت رحلة الرجل بداية اكتشاف الموريتانيين للضفة الأخرى من الأطلسي، لتكون مصدر إلهام للعديد من المعوزين الذين يعانون من نكد الحياة وصعوبتها في أرض عرفت موجات من الجفاف، وشح  الموارد، وسوء التسيير.

بدأت الهجرات منذ ذلك الحين إلى هذا البلد الذي لم يكن معروفاً لديهم، وأصبح “الحلم الأميركي” ينمو ويكبر في أذهانهم.

أعداد هائلة

تواصلت الهجرات، وإن كانت بشكل متقطع، إلى أن جاء عام 2022، الذي شكل استثناء في سجلات الهجرة ومغادرة الأوطان.

تزامنت تلك السنة مع اكتشافهم لطريق العبور عبر أميركا اللاتينية وصولاً إلى الولايات المتحدة. حيث بلغت الهجرة ذروتها وتزاحم الموريتانيون في المطارات الأوروبية وعند المنافذ الحدودية على طول الخط الحدودي الرابط بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وتشير التقديرات المتاحة، وإن كانت غير رسمية، إلى أن عدد أفراد الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة، يقارب 30 ألف شخص، يتوزعون على سبع ولايات رئيسية.

وتشير الإحصائيات إلى أن معظم المهاجرين الغير شرعيين من موريتانيا تتراوح أعمارهم بين 21 و 35 عاما، وبينهم أيضا نساء.

جالية متنوعة

تعتبر الجالية المهاجرة في أمريكا جزءً من المجتمع المهاجر النشط، إذ يشكل أفرادها حضوراً في مجالات متنوعة تبدأ من الوسط الأكاديمي، كأساتذة وطلاب جامعات. مروراً بموظفين في مؤسسات عالمية مرموقة كالبنك الدولي. وصولاً إلى أفراد يزاولون مهنًا بسيطة كالعمل في المحلات التجارية، والمطاعم، والمقاهي، بالإضافة إلى خدمات التوصيل ونقل الأفراد.

الجالية الموريتانية u s a
صورة تجمع بعض رموز الجالية في الولايات المتحدة الأمريكية

وتتمركز الجالية الموريتانية بشكل رئيسي في العاصمة واشنطن ونيويورك في الشمال الشرقي. مرورًا بولايات الوسط الغربي مثل كنتاكي، التي تُعد معقلاً رئيسياً لهذه الجالية.

أما في ولاية أوهايو، فتتواجد غالبية الموريتانيين من ذوي الأصول الزنجية.

وبالنسبة للوافدين الجدد، فإن معظمهم يتجه نحو ولاية ميشيغن،  وولاية لويزيانا في الشمال الغربي.

وقد شكّل أفراد الجالية مجتمعاً يساهم في الاقتصاد المحلي عبر العديد من المهن الحرة.

إشكالية السكن

ورغم أن الولايات المتحدة قارة مترامية الأطراف، إلا أن الموريتانيين بطبعهم يحبون التواجد في أماكن متقاربة. وفي الغالب يفضل الوافدون الجدد السكن والعمل في المدن التي يتواجد فيها أبناء دولتهم.

ومؤخرا نشرت “صحيفة نيويورك بوصت” تقريرا عن احتلال الموريتانيين “لوكلاند” في ولاية أوهايو.

وقالت الصحيفة إن عدد سكان القرية كان في حدود 3000 نسمة، وبعد تدفق المهاجرين الموريتانيين إليها أصبح سكانها 6500 نسمة.

ونقلت الصحيفة عن عمدة القرية قوله إنه لا يعرف السبب في تدفق الموريتانيين على بلدته، رغم أنها تبعد عن وطنهم 4 آلاف ميل.

الارتباط بالوطن

ككل الموريتانيين المغتربين، تتابع الجالية في أمريكا، شأن بلادها المحلي، وتساهم في إثارة بعض القضايا، وعرضها على الرأي العام.

 الجالية في امريكا

ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تؤثر الجالية بشكل لافت في اتجاه الرأي العام، وبمستويات متعددة، ويتم التفاعل والتعاطي مع ما يطرحون من قضايا، سواء كانت سياسية أو اجتماعية واقتصادية.

وأخيرا، تظل قصة الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة، مثالاً على التمسك بالجذور رغم الاغتراب، فمع نجاح بعضهم في تحقيق أحلامه بعيداً عن أرضه، يظل ارتباط أفراد الجالية بموريتانيا قوياً وحيوياً.

وتحت وطأة الغربة، يبقى حلم العودة شعلة أمل تضيء قلب المهاجر الموريتاني في بلاد العم سام، وتمنحه القوة والصبر رغم طول الانتظار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى