عصا السنوار تهشّم قناة إم.بي.سي السعودية

على عجل، بادر الإعلام الإسرائيلي للاحتفاء بتقرير بثته قناة إم. بي. سي السعودية، ابتهاجا بتمكن الاحتلال الإسرائيلي من تصفية قائد حركة حماس الشهيد يحيى السنوار.
وقد كان لافتا أن التقرير، زاد على حد التماهي مع الرواية الصهيونية عندما صور السنوار بأنه مجرم وإرهابي. بينما أعداؤه في إسرائيل يعترفون له بالشجاعة والزهد وقوة الإرادة وعمق الثقافة.
يقول التقرير -الذي أعده صحفي عربي لقناة عربية- إن السنوار مجرم وإرهابي، وهو آخر الإرهابيين الراحلين على أيدي إسرائيل.
حرق وإغلاق وتحقيق
لكن عصا السنوار هشمت رأس القناة التي كانت وجهة الترفيه الأولى للمشاهد العربي لأكثر من ثلاثين عاما.
ومن بلاد الرافدين، وفي بغداد عاصمة الرشيد، أحرق مواطنون عراقيون مقر قناة ” إم بي سي ” السعودية بسبب تقريرها المسيء لرموز المقاومة في فلسطين ولبنان.
وعلى الفور، سحبت السلطات العراقية اعتماد ترخيص القناة بسبب التحامل على المقاومة والتماهي مع سياسية الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت هيئة الإعلام والاتصالات في العراق أنه “بالنظر لانتهاك قناة MBC الفضائية للوائح البث الإعلامي من خلال تجاوزاتها المتكررة وتطاولها على الشهداء قادة النصر وقادة المقاومة الأبطال الذين يخوضون معركة الشرف ضد الكيان الصهيوني الغاصب. فإننا نؤكد على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة كافة وإيقافها عن العمل في العراق”.
وأضافت الهيئة: “نوجه الجهاز التنفيذي في هيئتنا إلى إلغاء رخصة العمل الممنوحة لقناة MBC”.
وفي السياق، أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة العربية السعودية، إحالة مسؤولين في القناة إلى التحقيق، بسبب المخالفة للأنظمة والسياسة الإعلامية للمملكة.
وأكدت الهيئة -في بيان- أنها “تتابع باستمرار مدى التزام وسائل الإعلام بالأنظمة الإعلامية للمملكة وضوابط المحتوى، ولن تتهاون في تطبيق النظام تجاه أي مخالفة”،
وقد أثار التقرير غضبا شعبيا واسعا تم التعبير عنه على مواقع التواصل الاجتماع في مختلف الدول العربية.
ابتهاج برحيل الأبطال
يذكر أن تلفزيون إم بي سي بثت قبل يومين تقريرا تحت عنوان “ألفية التخلص من الإرهابيين”. أدرج قادة المقاومة الإسلامية حماس مع بعض التنظيمات التي توصف بالإرهاب مثل داعش وغيرها.
ويبدي التقرير سعادة القناة باغتيال من وصفتهم بالإرهابيين من قادة حزب الله اللبناني وعلى رأسهم حسن نصر الله، وزعماء حركة حماس من قبيل صالح العاروري وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار.
وجاء في التقرير أن السنوار “وجه جديد للإرهاب، وآخر من تخلص العالم منه”. كما كُتب على الشاشة الخلفية لمقدميْ البرنامج “السنوار .. أنقذته إسرائيل من الموت فحاربها”.
وقد ردت حماس على التقرير في بيان نشرته عبر قناتها على تلغرام. قائلة إنه يتماشى مع الرواية الصهيونية التي تسعى لشيطنة المقومة ورموزها.
مسيرة مزدحمة بالنضال
يذكر أن يحيى السنوار عاش حياة مزدحمة بالتضحية والجهاد في سبيل القضية الفلسطينية. فكان من أوائل مؤسسي كتائب القسام، ولبث في سجون إسرائيل 20 سنة تعلم فيها العبرية وألف فيها كتبا وأدبا.
وعندما استعاد حريته، عاد للميدان مقاوما وقائدا. وشن عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 والتي أسفرت عن مقتل 1200 من مستوطني وجنود إسرائيل وأسر 250 منهم.
وفي 17 أكتوبر\تشرين الأول الحالي، ظهر السنوار في لقطات فيديو أذهلت العالم فقد كان ينزف ويقاتل في نفس الوقت جنود الاحتلال.
وقال الجيش الإسرائيلي إن السنوار ألقى في آخر لحظاته قنبلتين على القوة المهاجمة قبل توجيه نيران الدبابات نحوه.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري تأكيده أن أحد الجنود الإسرائيليين أصيب بجراح خطرة برصاص السنوار ومرافقيه.
كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قائد الكتيبة المشتبكة مع السنوار، أنه ألقى قنابل يدوية قبل وبعد إصابته بذراعه.
وتظهر الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي، السنوار وهو ملثم يجلس على أحد المقاعد ويلقي عصا خشبية نحو طائرة مسيّرة إسرائيلية دخلت إلى المبنى، قبل أن يتم استهدافه بإطلاق قذيفة دبابة على المبنى.