الباص والقبو والليل والأكل المتواضع..كواليس التحقيق في ملف البودرة البيضاء

حصل موقع تحديث على بعض الكواليس المتعلقة بمجريات التحقيق في الملف الذي أطلق عليه المدون عبد الرحمن ولد ودادي ” تجارة البودرة البيضاء”.
وقد بدأ الموضوع في سبتمبر الماضي، إذ اتهم ولد ودادي خلال بث على صفحته في فيسبوك شخصيات من ضمنهم العزة منت الشيخ آياه بتجارة المخدرات وتبييض الأموال.
وإثر البث الذي شاهده أكثر من مليون شخص، أعلنت النيابة العامة فتح تحقيق في سبتمبر الماضي للوقوف على الحقائق.
الحجز داخل إدارة الأمن
وبعد أن تم استدعاء ولد ودادي مرتين من قبل الدرك الوطني قررت اللجنة القضائية والأمنية استدعاء بعض تجار العملات بعضهم كان في داخل موريتانيا فيما كان البعض الآخر متواجدا في المملكة المغربية.
ووفقا لمصادر موقع تحديث فإن الاحتجاز وقع في إدارة الأمن، حيث كان كل واحد من الموقوفين في غرفة منفردة.
وقد تم سحب الهواتف من المحتجزين فور قدومهم لإدارة الأمن ولم يسمح لهم بالتواصل مع أي جهة.
وتفيد نفس المصادر بأن غرف الحجز كانت مكيفة ونظيفة نسبيا، لكنها مملة لخولها من وسائل الترفيه والتواصل.
وقد امتعض بعض الموقوفين من الوجبات التي تم تقديمها إذ كانت وجبة الفطور عبارة عن علبة من لبن الرايب وقطعة خبز.
ولا يختلف الحال كثيرا عن الوجبات الأخرى، لكن في الليلة الأخيرة سمح بطلب الطعام من الأهل وكذلك اللقاء بين الموقوفين.
التحقيق ليلا
وحسب المعلومات التي حصل عليها موقع تحيث فإن التوقيف كان في إدارة الأمن لكن التحقيق كان يتم في قبو داخل قصر العدالة، إذ يتم نقل الموقوفين في باص من مكان الاحتجاز إلى قصر العدالة، وبعد جلسة الاستجواب يتم إرجاعهم بنفس الطريقة إلى إدارة الأمن.
وكان التحقيق يتم في وقت متأخر من الليل، بينما ينام الموقوفون في النهار.
وقد كان أصحاب الصرافات على قدر كبير من التجاوب والتعاطي مع المحققين الذين استغربوا من كثرة الأموال المحولة.
وأكد التجار أن علاقتهم بالطالب بوي ولد الشيخ آياه لا تتجاوز علاقة تاجر مع زبونه إذ أنهم يعملون في تحويل الأموال.
وعن طبيعة الارتباط التجاري قال أصحاب الصرافات إن الطالب بوي كان يدفع لهم الأموال في الخارج ويأخذ مقابلها عملة الأوقية في موريتانيا.
وحسب ذات المصادر فإن الليلة الأخيرة طُلبت الشيخة العزة وزوجها في إدارة الأمن وتم نقلهما في باص إلى قبو قصر العدالة حيث تم استجوابهما.