أخبارتقارير

الكلاب البوليسية.. رتبها وأسعارها وأداؤها في كشف المخدرات بموريتانيا

مؤخرا، استغرب الناشط الموريتاني عبد الرحمن ولد ودادي من عدم قيام كلاب الدرك الوطني بواجبها في كشف المخدرات أثناء عبورها من البلاد أو دخولها إليها.

وسرعان ما اكتسب هذا التعليق زخما على الفيسبوك، نظرا لكون موريتانيا تشهد حاليا سجالا حول دخول المخدرات للبلاد، انطلاقا من ظهور شخصية ثرية جدا لم يكن لها تاريخ معروف في عالم المال والأعمال.

والكلاب البوليسية هي كلاب تستخدمها قوات الأمن والجيش منذ أمد بعيد، للمساعدة في الاستطلاع والبحث والتفتيش.

سلالات ذكية

وغالبا ما تفضل أجهزة الأمن الكلاب التي تنحدر من فصيلة “الراعي الألماني”، لكونها تتميز بالانضباط الوظيفي والذكاء الخارق.

ومن أشهر الكلاب البوليسية في العصر الحالي، الكب كونان التابع لوحدة “دلتا” للمهمات الخاصة في الجيش الأميركي، والذي شارك في عملية “باريشا” بسوريا لاغتيال أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة في أواخر أكتوبر 2019.

كونان الذي ينتمي لفصيلة “الراعي البلجيكي” أصيب بصعق كهربائي أثناء الغارة على البغدادي، ولكنه تعافى وعاد للعمل الميداني في الجيش الأميركي.

في الوضع العادي تبدو الكلاب البوليسية هادئة، ولكنها شرسة جدا في أوقات الهجوم، ويقظة جدا في حالة التفتيش والبحث.

وينطبق عليها ما ينطبق على رجال الأمن والجيش من حيث الرتب، فمنها الكلب الجندي ومنها الضابط وحتى الجنرال.

تخصصات مختلفة

ومن حيث الوظائف والمهمات أيضا، منها ما يختص بالهجوم والبعض الآخر في الاعتقال والملاحقة، فيما يتولى بعضها المداهمات والاقتحامات، كما توجد كلاب متخصصة في كشف المتفجرات والقنابل.

وتوجد فرق من الكلاب متخصصة في البحث عن الجثث تحت الأنقاض في أوقات الكوارث، فيما يختص بعضها في إجراء الإسعافات الأولية.

وفي الولايات المتحدة تبيع شركة Harrison K-9 الكلب المدرب بسعر يتراوح بين بين 30 ألف و80 ألف دولار .

وتقول الشركة التي يقع مقرها بولاية ساوث كارولينا إنها تعلّم الكلاب ثلاث لغات حتى يكون باستطاعتها الاستجابة للأوامر بأكثر من لغة، إلى جانب الإشارة.

وفي الدول الغربية تمتد خدمة الكلب البوليسي لتسعة أعوام كحد أقصى وبعدها يحال للتقاعد براتب أبدي في حدود 1000 دولار.

والكلاب البوليسية من أهم عناصر النجاح لأي جهاز أمني، وتعتبر خط الدفاع الأول في معابر الحدود والمطارات وحتى في بعض جبهات القتال.

وحاليا، يعتبر كشف المخدرات بأنواعها، من أهم الأعباء التي تقوم بها الكلاب البوليسية حول العالم.

الكلاب الموريتانية

وليست موريتانيا، استثناء من العالم، حيث تستخدم أجهزتها الأمنية والعسكرية الكلاب البوليسية في مهماتها وعملياتها.

وقال مسؤول أمني موريتاني لموقع “تحديث”، إن قطاع الدرك يمتلك كلابا من أصول ألمانية وتقوم “بأدوار فعّالة وساعدت في ضبط الكثير من المخدرات”.

وكشف أن سعر الكلب الواحد منها يتراوح ما بين 8 آلاف و12 ألف يورو، بينما تكلف معيشتها الشهرية مبلغ 60 ألف أوقية قديمة لكل كلب.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية بما فيها الحرس والشرطة وأمن الطرق تستخدم الكلاب البوليسية على نطاق واسع، وأنه لم يسجل أي تقصير لهذه الكلاب في أداء المهام التي تكلف بها.

ومن شأن استبعاد تقصير الكلاب في مهمة كشف المخدرات أن يلقي بالمسؤولية على البشر فيما يتعلق بدخول المخدرات وغيرها من المواد المحرمة لموريتانيا.

وتغذي الكلاب والمخدرات الجدل المثار منذ 3 سنوات حول ثروة الشيخة العزة بنت الشيخ آياه التي تحولت إلى قطب مالي وشخصية نافذة في الوسط السياسي في ظرف وجيز.

وحتى الحين لم تجب السلطات الموريتانية على السؤال الذي يطرحه الصحفيون والنشطاء حول مصدر ثروة الشيخة العزة الغامضة، لكن أحدا لم يقدم أيضا دليلا أيضا على ضلوعها في بيع المخدرات أو تبييض الأموال.

وبقدر ما استغرب ودادي عدم أداء الكلاب الموريتانية لمهامها، استغرب آخرون من توقيفه لدى السلطات  على خلفية انتقاد فشل الكلاب في كشف المخدرات.

وعلى منصة الفيسبوك كتبت  البرلمانية منى بنت الدي “لست مع اتهام أحد و لا أقف ضد أي كان، لكنني لا أستسيغ توقيف من اتهم الكلاب بعدم أداء مهامها. نعم لتحقيق شفاف في قضية المخدرات و الحرية لبحام ودادي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى